الرئيس الكولومبي: الكوكايين ليس أسوأ من الويسكي

منذ 3 ساعة 11

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في تصريحات مثيرة للجدل، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إن الكوكايين ليس أسوأ من الويسكي، معتبرًا أنه غير قانوني فقط لأنه يُنتج في أمريكا اللاتينية. جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع وزاري استمر ست ساعات، تم بثه مباشرة، حيث استعرض بيترو رؤيته حول سياسات مكافحة المخدرات وسبل إنهاء تجارة للتهريب.

وخلال حديثه، شدد بيترو على أن من يسعى لتحقيق السلام عليه تفكيك تجارة تهريب المخدرات، مؤكدًا أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تشريع الكوكايين عالميًا، مما سيجعله يُباع مثل النبيذ، وفق تعبيره. هذه الرؤية تثير الجدل في ظل الجهود الدولية للحد من انتشار المخدرات، لكنها تعكس نهجًا مختلفًا يدعو إلى إعادة النظر في القوانين الحالية.

ومنذ توليه السلطة في أغسطس 2022، سعى الرئيس الكولومبي إلى الحد من ارتفاع إنتاج الكوكايين في بلاده، إلا أن كولومبيا لا تزال المنتج الأكبر عالميًا لهذه المادة. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، سجلت البلاد في عام 2023 رقمًا قياسيًا في زراعة أوراق الكوكا، المكون الأساسي للكوكايين، حيث بلغت المساحات المزروعة حوالي 253 ألف هكتار، بزيادة 10% عن العام السابق، ما يعكس التحديات التي تواجهها الحكومة في السيطرة على هذا القطاع.

وفي سياق آخر، تطرق بيترو إلى قضية الفنتانيل، المخدر القوي الذي يودي بحياة ما يقارب 70 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة بسبب الجرعات الزائدة. وأكد أن هذا المخدر لا يُصنّع في كولومبيا، بل تنتجه شركات أمريكية متعددة الجنسيات وتبيعه كدواء في الصيدليات، مما أدى إلى انتشار الإدمان، على حد قوله.

وجاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين بوغوتا وواشنطن توترًا متزايدًا، خاصة أن محاربة المخدرات كانت من أولويات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بسبب تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

ويضاف إلى ذلك أن كولومبيا دخلت مؤخرًا في نزاع مع واشنطن بشأن ملف الهجرة، ما كاد يؤدي إلى حرب تجارية بين البلدين. فقد هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية بعد أن رفضت بوغوتا استقبال رحلات جوية عسكرية تحمل مهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة، قبل أن تتراجع الحكومة الكولومبية في النهاية لتجنب تصعيد المواجهة.

في ظل هذه التطورات، تطرح تصريحات بيترو الأخيرة تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين، وما إذا كانت ستقود إلى مزيد من التوترات أم ستظل مجرد موقف سياسي بلا تبعات فعلية.