الرئاسة السورية تنشر بيانا منسوبا لبشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر
في أول تعليق له بعد انهيار نظامه، تداولت وسائل إعلام عربية بيانًا منسوبًا لبشار الأسد يروي فيه اللحظات الأخيرة قبل مغادرته سوريا، في أعقاب سقوط حكم عائلته الممتد لأكثر من خمسين عامًا.
وقال الأسد في البيان الذي نشرته قناة الرئاسة السورية على تيليغرام يوم الاثنين: "مع تمدد الإرهاب في سورية، ووصوله إلى العاصمة دمشق مساء السبت 7 ديسمبر 2024، بدأت الأسئلة تطرح عن مصير الرئيس ومكانه، وسط سيل من اللغط والروايات البعيدة عن الحقيقة، بما شكل إسنادًا لعملية تنصيب الإرهاب الدولي 'ثورة تحرر سورية'".
قال البيان إن الحقيقة يجب أن تظهر في "لحظة تاريخية فارقة من عمر الوطن"، لكن "الظروف وما تلاها من انقطاع تام للتواصل لأسباب أمنية" حال دون أن يتمكن الأسد من تقديم بيان شامل.
وأكد الأسد: "بداية لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024".
وعن مغادرته الأراضي بمساعدة روسية، قال الأسد إن " تعدد الإرهاب داخل دمشق" أجبره على الانتقال "بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها".
وتابع: "وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحًا تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطائرات المسيرة، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة".
وأردف الرئيس السابق: "خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي، أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعًا في مواجهة الهجوم الإرهابي".
وتابع في بيانه: "في هذا السياق، أؤكد على أن من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاصه الشخصي بخلاص شعبه، أو يساوم على شعبه بعروض وإغراءات شتى، وهو ذاته من وقف مع ضباط وجنود جيشه على خطوط الدار الأول، وعلى مسافة عشرات الأمتار من الإرهابيين في أكثر بؤر الاشتباك سخونة وخطرًا، وهو ذاته من لم يغادر في أصعب سنوات الحرب وبقي مع عائلته وشعبه يواجه الإرهاب تحت القصف وخطر اقتحام الإرهابيين للعاصمة أكثر من مرة خلال أربعة عشر عامًا من الحرب. وأن من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان، ولم يغدر بحلقاته الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يكون هو نفس الشخص الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغدر به وبجيشه".
وختم الأسد في البيان الذي يفترض أنه صادر عنه: "إنني لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل اعتبرت نفسي صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب آمن به، وقد حملت اليقين بإرادة ذلك الشعب وبقدرته على صون دولته والدفاع عن مؤسساته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة. ومع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء، يصبح المنصب فارغًا لا معنى له، ولا معنى للبقاء المسؤول فيه. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، انتماء ثابت لا يغيره منصب أو ظرف، انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سورية حرة مستقلة".