أصدر رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، تعليمات للسلطات بإجراء تحقيق شامل في الجرائم الجنسية الرقمية بهدف القضاء عليها، وذلك في ظل تفشي هذه الجرائم في البلاد وزيادة تدفق المواد الإباحية المزيفة التي تستهدف الفتيات الصغيرات.
رصدت السلطات والصحفيون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في سيول مؤخرًا عددًا كبيرًا من مجموعات الدردشة حيث يقوم الأعضاء بإنشاء وتبادل صور جنسية جريئة "مزيفة".
تُنتج هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال وضع وجه شخص حقيقي على جسم مزيف. وفي أعقاب هذه الاكتشافات، عقدت هيئة تنظيم وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية اجتماعًا طارئًا لمناقشة التدابير اللازمة.
قال سوك يول في اجتماع لمجلس الوزراء إن مقاطع الفيديو المزيفة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تظهر قاصرين وتستهدف عددًا كبيرًا من الأشخاص، مضيفًا أن الجناة في معظم الأحيان هم من المراهقين.
وتأتي هذه الاكتشافات بعد اعتقال مؤسس تطبيق تليجرام الروسي، بافل دوروف، يوم السبت، إثر مزاعم بتناقل مواد إباحية للأطفال على تطبيق المراسلة المشفرة، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالاتجار بالمخدرات والاحتيال.
نظرة إلى الماضي القريب
في عام 2019، كشفت التحقيقات أن مجموعة من الرجال كانوا يستخدمون غرفة دردشة على تطبيق تليجرام لابتزاز عشرات الشابات لممارسة أعمال جنسية، في فضيحة عُرفت بـ "الغرفة التاسعة". وقد حُكم على زعيم العصابة، تشو جو-بين، بالسجن لمدة 42 عامًا.
ووفقًا للشرطة الكورية الجنوبية، ارتفعت الجرائم الجنسية المزيفة عبر الإنترنت بشكل ملحوظ. فقد تم الإبلاغ عن 297 حالة في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ 180 حالة في عام 2023، و160 حالة في عام 2021. وكان المراهقون مسؤولين عن أكثر من ثلثي هذه الجرائم خلال السنوات الثلاث الماضية.
محاولات من عدة جهات وتشكيك من جهات أخرى
يعتقد اتحاد المعلمين الكوريين أن أكثر من 200 مدرسة تأثرت بهذه الحوادث. ووفقًا لوزارة التربية والتعليم، ارتفع عدد عمليات التزييف التي تستهدف المعلمين في العامين الماضيين.
وقالت بارك جي هيون، الناشطة في مجال حقوق المرأة والزعيمة المؤقتة السابقة للحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي، إن الحكومة بحاجة إلى إعلان "حالة طوارئ وطنية" استجابةً لمشكلة المواد الإباحية المزيفة في كوريا الجنوبية. وكتبت على موقع X أنه يمكن إنشاء مواد إباحية مزيفة في دقيقة واحدة فقط.
وقال الرئيس يون إنه يجب تثقيف الشباب بشكل أفضل لبناء ”ثقافة إعلامية سليمة“. وأضاف أن ما يؤخذ على أنه مزحة ينقلب عملا إجراميا.
وتجتمع الهيئة التنظيمية لوسائل الإعلام في كوريا يوم الأربعاء لمناقشة كيفية معالجة هذه الأزمة الأخيرة، لكن معارضي الحكومة شككوا فيما إذا كانت على مستوى المهمة.
وقالت باي بوك-جو، الناشطة في مجال حقوق المرأة والعضو السابق في حزب العدالة، إن هذه الحكومة لا يمكنها أن تعالج هذه القضايا.
وبينت أن النساء يشغلن 5.8% فقط من المناصب التنفيذية في الشركات الكورية الجنوبية المدرجة في البورصة، ويتقاضين في المتوسط أجورًا أقل من الرجال الكوريين الجنوبيين بنسبة الثلث، مما يجعل البلاد تعاني من أسوأ فجوة في الأجور بين الجنسين مقارنة بأي دولة غنية في العالم حسب قولها.