الدورة الشهرية قبل وقتها لدى الفتيات.. ماذا تعني؟

منذ 5 أشهر 173

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتيات في وقت مبكر، والوقت الذي تستغرقه كي تنتظم متغيّر، ما قد يشي بمشاكل صحية لاحقة، وفق دراسة جديدة.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية الدكتورة زيفان وانغ، وهي زميلة باحثة ما بعد الدكتوراه بكلية تي. اتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد لـCNN: "وجدنا بين الأفراد المولودين بين عامي 1950 و2005، أنّ الأجيال الشابة بدأت دورتها الشهرية الأولى (الحيض) في وقت مبكر، كما زاد الوقت الذي تستغرقه فتراتها كي تصبح منتظمة". 

راجعت الدراسة المنشورة في مجلة JAMA Network Open الأربعاء ، بيانات تعود لأكثر من 70.000 مشاركة ملأنَ الاستطلاعات كجزء من دراسة صحة المرأة، وهي دراسة طويلة المدى لدورات الحيض، مستخدمين قاعدة بيانات تطبيق Apple Health للهاتف المحمول. 

وقالت وانغ إنه تمّ جمع البيانات رقميا، معتمدين على تبليغ الأشخاص الذاتي عن المعلومات بناء على ذكرياتهم حول الدورة الشهرية المبكرة، وبالتالي الحد من النتائج. لكن أبحاثًا أخرى وثقت الاتجاه في دورات الحيض الأولى التي تبدأ في سن مبكرة مع مرور الوقت.

ولفتت وانغ إلى أنه في الدراسة الأخيرة، قارن الباحثون الاتجاهات في أعمار الدورة الشهرية الأولى والمدة التي يستغرقها الحيض حتى ينتظم بحسب الفئات العمرية. ووجدوا أن الاتجاهات كانت أقوى لدى المنتمين إلى مجموعات الأقليات العرقية والإثنية و/ أو ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأدنى.

وأوضحت وانغ أنّ "هذا أمر مهم لأنّ الحيض المبكر، والفترات غير المنتظمة يمكن أن تشير إلى مشاكل جسدية ونفسية اجتماعية في وقت لاحق من الحياة، وقد تساهم هذه الاتجاهات بزيادة النتائج الصحية الضارة والفوارق، في الولايات المتحدة".

علامة حيوية

في هذا الإطار علقت الدكتورة إيف فاينبرغ، الأستاذة المساعدة في طب التوليد والنسائيات بكلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو، غير المشاركة في الدراسة، أنّ الحيض يعتبر بمثابة علامة حيوية.

وأضافت فاينبرغ: "أنت تريد التأكد من انتظام الجسم. وعندما لا تكون الدورات منتظمة، فهي عمومًا علامة على احتمال حدوث أمر آخر". 

وقالت وانغ إن العلماء ومقدمي الرعاية الصحية يعرفون بالفعل أن الفترات المبكرة والوقت الأطول لانتظام الدورات يرتبطان بتأثيرات سيئة على الصحة، ضمنًا أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.

ولفتت فاينبرغ إلى أنه كلما طالت فترة عدم انتظام الدورة الشهرية، كلّما زاد تعرّضهنّ لفترة أطول من خلل التوازن بين اثنين من الهرمونات المهمة: الاستروجين والبروجستيرون.

وأضافت أن هرمون الاستروجين يشير إلى النمو، في حين يشير هرمون البروجسترون إلى توقف هذا النمو. للوقاية من حالات مثل سرطان الرحم، تحتاجين إلى الحصول على إشارات لبدء النمو وإيقافه.

وأضافت أنه من الناحية النظرية، فإن التعرض لفترة أطول لهرمون الاستروجين من دون توازن جيد للبروجستيرون قد يؤثر على زيادة سرطانات بطانة الرحم ومشاكل الخصوبة في المستقبل.

وأضافت فاينبرغ أن الفترة المبكرة في حد ذاتها قد تشكل مشاكل.

وأضافت أنه بالنسبة لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات وتمر بمرحلة البلوغ، غالبا ما يكون هناك انفصال بين عمر عقل الطفل وجسمه.

ومن أين تأتي هذه الاتجاهات؟

لماذا تتغير اتجاهات الدورة الشهرية هذه؟

رأت  وانغ أن الفترات المبكرة قد تكون مرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم خلال مرحلة الطفولة.

وأضافت: "هذا يعني أن السمنة لدى الأطفال، المتزايدة في الولايات المتحدة، ربما تساهم في وصول الدورة الشهرية مبكرًا".

وردت فاينبرغ الأسباب  إلى أنه ثمة  عوامل بيئية أخرى مثل التغذية، أو انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة، مضيفًة أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق.

ولفتت إحدى الباحثات الرئيسيات في الدراسة، الدكتورة شروثي ماهالينجايا، الأستاذة المساعد في الصحة البيئية والإنجابية وصحة المرأة بكلية تي إتش تشان العامة في جامعة هارفارد، إن الأبحاث الإضافية يمكن أن تساعد الأطباء على تقديم المشورة بشكل أفضل للناس بشأن الدورة الشهرية والتعرف على تأثيرها على صحة مرضاهم صحة.

وقالت فاينبرغ إنه يجب على الأطباء تقييم الأطفال الذين يعانون من فترات مبكرة أو فترات طويلة من الدورات غير المنتظمة للتأكد من عدم وجود مشكلة أساسية.

وقالت: "في بعض الأحيان، حتى استخدام حبوب منع الحمل في سن مبكرة للمساعدة على التعرض المبكر لهرمون البروجسترون.. قد يعطي مزيدًا من التحكم في الدورة وربما يكون وقائيًا. لكنني أعتقد أن المفتاح ربما يكون حقًا بفهم السبب وراء هذا الأمر والوصول إلى السبب الجذري".