الحوثيون يوسعون نهب العقارات من مراكز المدن إلى الأرياف

منذ 1 سنة 255

إلى ما قبل نهاية عام 2022 بعدة أيام كانت أم محمد عز الدين تعيش مع أولادها بعد أن فقدت زوجها في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب)، لكن بعد ذلك تحولت حياة الأسرة إلى جحيم؛ إذ استغل قيادي حوثي ذهابهم إلى منطقة الحوبان واقتحم المنزل واستولى عليه.

وبحسب مصادر محلية، ذهبت المرأة في الثاني والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى أحد المستشفيات في منطقة الحوبان حيث المدخل الشرقي لمدينة تعز، لكن أحد القادة العسكريين الحوثيين استغل الفرصة، وقام بكسر أقفال المنزل واحتلاله والتصرف فيه، كما لو كان البيت ملكا خاصا به، وحين عادت قطع لها الحوثيون مواعيد عدة لإعادة منزلها، لكن ذلك لم يحدث مع مضي نحو شهر على الاقتحام.

يقول سكان في المديرية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين إن المقتحمين يستضعفون المرأة التي تعيش عقدها السادس من العمر؛ لأنها لا تملك القوة لاستعادة منزلها المنهوب من قبل مسلحين يتبعون أحد الألوية العسكرية الحوثية، ويتهمون المسؤولين الحوثيين في المديرية بالتدخل لا لغرض إعادة المنزل، ولكن لتمييع القضية.

بعد هذه الواقعة بأيام، كانت قيادات حوثية بمحافظة إب تنفذ عملية سطو أخرى على ممتلكات السكان في الأرياف، حيث قام القيادي الحوثي عبد الحميد العميسي، برفقة قوات كبيرة، بالبسط على أرض يملكها غالب إسماعيل في منطقة جبل ذعرة في مديرية يريم، وبعد ذلك قام بإيداع مالك الأرض في السجن بدعم وتواطؤ من قبل مدير عام مديرية يريم، القيادي الحوثي محمد الدرواني، ومدير أمن المديرية، وكنيته «أبو عطان».

وتؤكد مصادر قبلية أنه بعد أن استكمل الانقلابيون الاستيلاء على ممتلكات ومنازل المعارضين لهم في مراكز المدن والتمدد نحو الأرياف، أصبحوا يختلقون الآن مبررات لم يسبق أن استخدموها، فبعد أن كانت تهمة التعاون مع الشرعية والتحالف الداعم لها هي أداة للمصادرة، أوجدوا تهمة إخفاء السلاح كمبرر، حيث دفعت سلطة الانقلاب بعدة دوريات مسلحة إلى قرية الجاهلية في مديرية همدان بضواحي العاصمة؛ بحجة البحث عن الأسلحة التي يشتبهون في وجودها لدى بعض السكان.

وتشير المصادر إلى أن بعض السكان الذين كان لهم موقف معارض للانقلاب والتوجهات الطائفية، أصبحوا ضحية لوشايات وبلاغات المخبرين التابعين للميليشيات؛ بهدف تصفية حسابات معهم أو الاستيلاء على ممتلكاتهم، حيث توسعت الملاحقات، وباتت الدوريات العسكرية تجوب القرية، وتداهم منازلهم ومزارعهم؛ بحثا عن أسلحة مزعومة، وهو ما جعلهم يتعرضون خلال ذلك لتنكيل ممنهج.

وكان الأستاذ الجامعي عبد الله المرتضى شكا من تعرض منزله للنهب الذي يقع بالقرب من مبنى وزارة الداخلية بصنعاء، ولا يبعد عنها سوى بضعة كيلومترات، مؤكدا أن المقتحم يدّعي انتماءه لجهاز أمني كبير، ونفذ العملية بقوة السلاح وفي وضح النهار.

وأوضح أنه رغم تقديمه شكوى بذلك إلى كل جهة، وصدور أوامر ضبط قهرية، فإن المقتحم يبتلع كل هذه الأوامر بسبب قربه من النافذين في قيادة الانقلاب الحوثي، ويقول إن «أي جهة لم تتحرك ببساطة؛ لأن الأمر يخص مواطنا بسيطا».