في خضم النزاع المتصاعد بين أوكرانيا وروسيا، ترفض المحاكم الأوروبية تسليم الأوكرانيين إلى وطنهم، عازيةً ذلك إلى الأوضاع المزرية في السجون الأوكرانية التي لا تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
نيكولاي ، وهو مواطن أوكراني يدعو للنصر في ساحة المعركة، هو أحد هؤلاء الذين يخشون العودة إلى وطنهم. فر نيكولاي من أوكرانيا قبل عام بسبب التهديدات المتعلقة بعمله، وهو الآن يعاني من مخاوف حقيقية من احتمال تسليمه إلى كييف .
الأوضاع المأساوية في السجون الأوكرانية
الأوضاع السيئة في السجون الأوكرانية هي السبب التي تدفع أوروبا لرفض تسليم الأوكرانيين.إذ تتحدث التقارير عن انتشار واسع لظاهرة التعذيب والإساءات، حيث يُعاني السجناء من سوء المعاملة والضرب المبرح. في مايو، كشفت الهيئة الفرعية للتنفيذ عن حالات تعذيب مروعة، مع تزايد الأدلة على الضرب والاعتداءات التي تُرتكب في السجون الأوكرانية.
على سبيل المثال، تم توثيق حالات تعرض السجناء للضرب المفرط، حيث أظهرت مقاطع الفيديو المعتقلين وهم يُضربون حتى تنكسر إرادتهم. وقد أثارت المشاهد المسرّبة ردود فعل قوية وأثرت على موقف المحاكم الأوروبية التي تعتبر أن الأوضاع في السجون الأوكرانية تشكل تهديداً حقيقياً لحياة وصحة الأفراد.
أوروبا ترفض إذا تسليم الأوكرانيين إلى بلادهم لشعورها بالقلق من عدم توفر ظروف احتجاز ملائمة. ولذلك تسعى المحاكم إلى حماية الأفراد من مواجهة مصير غير إنساني نظرا للأوضاع السيئة في مراكز الاحتجاز مثل عدم وجود ملاجئ آمنة وتزايد حالات التعذيب.
توضح ميكولا جناتوفسكي، وهي قاضية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أن أوكرانيا تأتي في المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث عدد الدعاوى القضائية المتعلقة بظروف الاحتجاز السيئة.
جهود الإصلاح والمجتمع الدولي
في يوليو، شاركت إدارة تنفيذ الأحكام الأوكرانية في منتدى دولي حول إصلاح نظام السجون، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة مكافحة التعذيب وتحسين الظروف. ومع ذلك، فإن التقدم بطيء، ولا تزال هناك مشاكل هيكلية مثل اكتظاظ السجون وسوء المعاملة.
تشكل هذه القضية أزمة إنسانية تعكس عمق التحديات التي تواجهها أوكرانيا، وتؤكد الحاجة إلى إصلاحات جذرية لضمان العدالة والكرامة الإنسانية لكل فرد.