الحرب الكلامية بين واشنطن والرياض مستمرة والسعودية تؤكد نضج قراراتها

منذ 2 سنوات 245

بقلم:  Hassan Refaei  •  آخر تحديث: 27/10/2022 - 15:30

صورة لمشاركين في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمارفي العاصمة السعودية الرياض، 25 أكتوبر 2022.

صورة لمشاركين في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمارفي العاصمة السعودية الرياض، 25 أكتوبر 2022.   -   حقوق النشر  AP Photo

الخطوات "الإيجابية" التي اتخذتها السعودية تجاه أوكرانيا ليست كافة للتخفيف من مفاعيل قرار أوبك+ لخفض إنتاج النفط والذي صدر بدعمٍ من الملكة، هذا ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم أمس الأربعاء، تزامناً مع انعقاد منتدى مستقبل الاستثمار في العاصمة الرياض، حيث عبّر المسؤولون السعوديون بصوت مرتفع عن اهتمامهم بمصالحهم الوطنية.

تحالف أوبك+ الذي يضمّ أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بقيادة السعودية و10 دول أخرى منتجة للنفط تقودها روسيا كان قرّر مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري خفض المعروض الرسمي من النفط بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار قبيل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، علماً بأن خطوة خفض الإنتاج من شأنها زيادة عائدات موسكو التي تخوض حرباً في أوكرانيا.

"تطوراتٌ إيجابية".. ولكن!

قرارُ أوبك+ أثار استياء الإدارة الأمريكية، التي اتّهمت السعودية بالانحياز إلى روسيا، لكنّ الرياض دافعت عن القرار باعتبار أنّه عاملٌ محفّز لمواصلة الاستثمار في قطاع الوقود الأحفوري من أجل تأمين أمن الطاقة للجميع بأسعار معقولة، وسط مخاوف مشروعة من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وحاول بلينكن التخفيف من حدّة نبرة انتقاده للسعودية حين أقر بأن المملكة صوتت إلى جانب الولايات المتحدة لصالح إدانة خطوة روسيا ضم أراض أوكرانية، وأعلنت تقديم مساعدات إنسانية لأوكرانيا بـ400 مليون دولار.

وفي تصريحه لوكالة "بلومبرغ" قال بلينكن: إن "هذه تطورات إيجابية، (لكنّ) لا تعوّض عن القرار الذي اعتمدته أوبك+ بشأن (خفض) الإنتاج، غير أننا أخذنا علما بها"، في إشارة منه إلى تصويت الرياض لصالح كييف وتقديم المساعدة لها.

منصّةُ "دافوس في الصحراء"

في هذه الأثناء يواصل منتدى  مستقبل الاستثمار"دافوس في الصحراء" فعّاليته التي انطلقت الثلاثاء الماضي وتختتم اليوم الخميس، وسط تغييب سعودي للمسؤولين الأمريكيين عن هذه الحدث الاقتصادي العالمي الذي حضره رجال أعمال أمريكيون بارزون من بينهم جيمي دايمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان.

واتخذ المسؤولون السعوديون من المنتدى منصةً لتفنيد الرواية الأمريكية التي تتحدث عن خذلان الرياض لواشنطن بقرار خفض الإنتاج والذي تعتبره الأولى ضروريٌ من أجل استقرار وتوزان أٍسواق النفط العالمية.

الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر ردد الانتقادات الأخيرة التي أطلقها مسؤولين قطريين والتي أرجعوا فيها سبب ارتفاع أسعار الطاقة إلى الجهود الغربية لخفض الاستثمار في الوقود الأحفوري مقابل دعم الاسثتمار في الطاقة الخضراء.

ويقول الناصر: "نحن ننظر إلى هذا الأمر من وجهة نظر غربية، وعلى بقية العالم التكيف"، مستطرداً بالقول: "لا، إن الأمور لا على هذا النحو"، على حد تعبيره.

"تلاعب بأسعار السوق"

وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، من ناحيته، انتقد فكرة أن على بلاده تقديم تبريرات للولايات المتحدة بشأن قرار أوبك+، منوهاً بأن السعودية تبني تأخذ قراراتها انطلاقاً من مصلحتها الوطنية وبما يخدم شعبها.

ويقول عبد العزيز بن سلمان  خلال مشاركته في منتدى "مستقبل الاستثمار" عن الأمريكيين: "لقد بدأوا باستنزاف مخزون الطوارئ الخاص بهم واستخدموا الأمر للتلاعب بأسعار السوق".

ورداً على سؤال حول عودة العلاقات القائمة منذ عقود بين الرياض وواشنطن إلى مسارها الصحيح، يقول وزير الطاقة السعودي "قررنا نحن في المملكة العربية السعودية أن نكون ناضجين"، على حد تعبيره.

وكان قرار أوبك+ صدر على الرغم من الضغط الكثيف الذي مارسته الولايات المتجدة على لإجهاضه، كما أنه جاء في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية في شهر تموز/يوليو حين واجه انتقادات شديدة من أعضاء حزبه الديمقراطي على هذه الزيارة التي وصفها بأنها كانت ضرورية من أجل أن تزيد المملكة من إنتاج النفط.