«الجهاد» تهدد بـ«حساب مفتوح» بعد مقتل 3 من عناصرها في جنين

منذ 1 سنة 156

التصعيد المتواصل ينذر بفشل جهود «التهدئة» قبل رمضان

الجمعة - 17 شعبان 1444 هـ - 10 مارس 2023 مـ رقم العدد [ 16173]

تصدع الزجاج الأمامي لمركبة قُتل فيها 3 فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية في جبع قرب جنين (إ.ب.أ)

رام الله: كفاح زبون

هدّدت حركة الجهاد الإسلامي بردّ أكيد على قتل إسرائيل 3 من عناصرها في جنين شمال الضفة الغربية، في أحدث تصعيد إسرائيلي ينذر تواصله بفشل جهود التهدئة قبل شهر رمضان.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي «إن ارتقاء الشهداء في جنين لن يزيد شعبنا إلا مقاومة وصلابة وإصراراً على المضي في طريق الحرية»، مضيفاً «إن فاتورة الحساب مع هذا العدو لن تغلق». وهو تهديد أطلقته حركة حماس التي نَعَت الشبان الثلاثة، متعهدة بأن ردّ المقاومة لن يطول.
كانت قوات إسرائيلية قد قتلت 3 فلسطينيين، داخل مركبتهم، صباح الخميس، عند مدخل بلدة جبع، القريبة من جنين شمال الضفة الغربية، كانوا يشكلون خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن سفيان فاخوري (26 عاماً)، ونايف ملايشة (25 عاماً)، وأحمد فشافشة (22 عاماً) قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي تسلّل إلى بلدة جبع وباغت الشبان بوابل من الرصاص.
وأظهرت صور وزّعها الجيش لوسائل إعلام إسرائيلية، الشبان وقد قضوا داخل سيارتهم مضرَّجين بالدماء وإلى جانبهم مجموعة متنوعة من الأسلحة.
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي إن «فريقاً من وحدة المستعربين وجنود حرس الحدود والجيش دخلوا قرية جبع الفلسطينية بهدف تنفيذ حملة اعتقالات لأشخاص يُشتبه بضلوعهم في عمليات إطلاق نار باتجاه القوات بمحيط القرية وفي محيط منطقة حومش، وذلك بتوجيه من الشاباك».
وأضاف: «أطلقت، خلال العملية، عيارات نارية باتجاه القوات من سيارة الأشخاص المطلوبين، وردّت القوات الأمنية على النار وقتلت المسلَّحين الـ3 الموجودين في السيارة، ومن بينهم اثنان من المطلوبين هما أحمد فشافشة وسفيان فاخوري، من عناصر الجهاد الإسلامي، إضافة إلى نايف أحمد ملايشة، الذي أُفرج عنه الشهر السابق على خلفية نشاط عسكري. وعُثر في السيارة على عدة أسلحة ومتفجرات».
اغتيال الشبان الـ3 جاء بعد يومين فقط من قتل إسرائيل 6 فلسطينين في جنين؛ بينهم مقاتلون في حركتيْ فتح وحماس، مما يرفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية العام إلى 78؛ بينهم 13 طفلاً، وهي أكثر فترة دموية في بداية عام منذ سنوات الانتقاضة الثانية.
وتريد إسرائيل قتل واعتقال أكبر عدد من المسلحين في شمال الضفة الغربية؛ في محاولة لردع الحالة الموجودة هناك وعدم تمددها إلى مناطق أخرى في الضفة، لكن الفصائل الفلسطينية تعهدت بأن كل ذلك سيزيد من ذروة المقاومة في الضفة وليس العكس.
تهديدات حماس والجهاد الجديدة تثير تساؤلات ومخاوف في إسرائيل مما إذا كانت الحركتان مستعدتين فعلاً لإدخال قطاع غزة على الخط.
وكان الجيش قد رفع حالة التأهب في القطاع بعد قتله 6 فلسطينيين في جنين شمال الضفة الغربيةـ يوم الثلاثاء، بينهم ناشط بارز في حركة حماس كان يقف خلف قتل 2 من المستوطنين في بلدة حوارة القريبة من نابلس، الأحد قبل الماضي. وبالإضافة إلى التأهب على حدود القطاع، أصدر مفوض عام الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي أوامر بمضاعفة حالة اليقظة، والوجود بصورة بارزة في القدس وفي منطقة خط التماسّ والمدن المختلطة في الداخل. وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنها تستعد بذلك لمواجهة عمليات انتقامية في الضفة الغربية والقدس ومن قطاع غزة.
واعتبر مراقبون أن التصعيد المتواصل من قِبل إسرائيل عشية شهر رمضان، إنما يشير إلى فشل ذريع في جهود الولايات المتحدة والوسطاء لإرساء تفاهمات قبل الشهر الذي يتداخل مع عيد الفصح اليهودي، وهي فترة حساسة بالنسبة للطرفين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يجري على الأرض «يعني فشلاً ذريعاً لتفاهمات العقبة الأخيرة».
وهددت السلطة الفلسطينية بأنها لن تذهب إلى اجتماع شرم الشيخ المفترَض منتصف الشهر الحالي في مصر، إذا لم تلتزم إسرائيل بتفاهمات العقبة السابقة والتي تنص على وقف الإجراءات الأحادية؛ بما في ذلك اقتحام مناطق السلطة ودفع مشروعات استيطانية.
وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن ما يجري على الأرض هو حرب إسرائيلية شاملة على شعبنا الفلسطيني. وأضاف: «إسرائيل تريد إخراج القدس من المعادلة الفلسطينية، عبر استمرارها في جرائمها على الصُّعد كافة، ما يستدعي تحصين الجبهة الداخلية والتوحد لإسقاط مشروعات الضم وإقامة دويلة في غزة».


فلسطين النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي