الجفاف يضرب اليونان: بحيرة بيكروليمني تتحول إلى صحراء والمزارعون يلجأون إلى صهاريج المياه

منذ 2 أشهر 49

تواجه اليونان أزمة مائية حادة نتيجة الجفاف المستمر، الذي تفاقم بسبب موجات الحر المتعاقبة ونقص الأمطار على مدى السنوات الأخيرة.

أصبحت بحيرة بيكروليمني، الواقعة شمال البلاد، في الصيف مجرد أرض ضحلة متشققة، بعد أن كانت مقصدًا شهيرًا للاستحمام بالطين.

وقال رئيس البلدية المحلية، كوستاس بارتسيس، إن البحيرة جفت تمامًا بسبب انعدام المطر على مدى العامين الماضيين. وأضاف أن الناس كانوا يأتون للسباحة في البحيرة التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من المياه.

تجربة شخصية: المزارعون بحاجة إلى صهاريج مياه

واضطر المزارع ديميتريس باباداكيس إلى تغير أسلوبه في العناية بأرضه ذات أشجار الزيتون قبل ستة أسابيع من الحصاد، بسبب عدم توفر المياه. أصبح  يستخدم المزارع اليوناني وابنه المراهق شاحنة تجلب المياه من المناطق المجاورة. ويوصل الشاحنة بأنابيب الري لإنقاذ ما تبقى من محصوله العطش باستخدام مولد كهربائي صغير. 

وأشار باباداكيس الذي يرأس جمعية تعاونية زراعية في قرية في هالكيديكي إلى أنه من الضروي أن تحصل أرضه على المياه بواسطة صهريج. ويذكر أن هالكيديكي شبه جزيرة تحظى بشعبية لدى السياح شمال اليونان.

وتتضاءل المياه الجوفية تحت 270 شجرة زيتون يمتلكها المزارع اليوناني ما يجعلها أكثر ملوحة. ومن المتوقع أن يؤدي الجفاف إلى خفض محصوله المتوقع إلى النصف.

اتساع رقعة الجفاف في القارة العجوز…ضرورة لاتخاذ خطوات عملية

تعرض جنوب أوروبا هذا الصيف لـموجات حر متتالية ما أدى اتساع مساحة الجفاف على الخريطة. وفي اليونان، أدى ذلك إلى نقص المياه وجفاف البحيرات وحتى نفوق الخيول البرية.

وانحسر الخط الساحلي لبحيرة دويراني التي تمتد على الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا الشمالية، بمقدار 300 متر في السنوات الأخيرة.

ويناشد المسؤولون المحلّيون الجهات المختصة بضرورة العمل على استعادة إمدادات المياه في النهر، ويوضحون أن هناك حاجة لإجراء تغييرات كبيرة في طريقة إدارة المياه للتخفيف من الآثار الضارة لتغير المناخ حسبما يقول الخبراء.

يقول كونستانتينوس س. فودوريس، أستاذ الهيدروجيولوجيا المائية في جامعة تسالونيكي إنه يجب تجنب هدر المياه الذي يحصل بسبب استخدام شبكات المياه القديمة وإنه يجب تحسين البنية التحتية حتى تصبح قادرة على جمع مياه الأمطار وتخزينها. وأشار إلى ضرورة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في الزراعة.

منزل بلا ماء لخمسة أيام في الحر

تقول هارولا بساروبولو (60 عاما) وهي يونانية تمتلك منزلاً في قرية نيا بوتيدا الساحلية، إنه من الصعب التعامل مع انقطاع المياه المتكرر في المنازل الذي قد يستمر لخمسة أيام خلال الحرارة الشديدة.

وأوضحت أنها عندما تغسل الأطباق أو تستحم فإنها تعيد استخدام المياه لسقي المزروعات في حديقة منزلها. وبينت أنها إن لم تفعل ذلك فإن كل  شيء سيجف. وأضافت أنها في بعض الأحيان تضطر إلى جلب المياه من البحر إلى المرحاض.