بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 03/02/2023 - 07:20
البنتاغون - حقوق النشر رويترز
تحدثت الحكومة الكندية الجمعة عن "حادث ثان محتمل" بعد إعلان واشنطن عن وجود منطاد تجسس صيني منذ أيام عدة فوق الولايات المتحدة. وقالت وزارة الدفاع الوطني الكندية في بيان "الكنديون في أمان وتتخذ كندا التدابير لضمان أمن مجالها الجوي بما يشمل متابعة حادث ثان محتمل".
وكان البنتاغون قد أعلن عن رصد واشنطن لتحركات منطاد تجسس صيني يحلق على ارتفاع شاهق فوق الأراضي الأميركية ومواقع عسكرية حساسة، قائلا إنه لا يشكل أي تهديد مباشر. ويأتي ذلك قبل أيام قليلة من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، أكبر خصوم واشنطن.
وبناء على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون في إمكان إسقاط المنطاد، لكنه تقرر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكلها تساقط الحطام على الناس حسبما صرح للصحفيين مسؤول دفاعي كبير طلب عدم كشف اسمه، وقال "ليس لدينا أدنى شك في أن المنطاد مصدره الصين".وأضاف "نتخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة"، مشددا على "القيمة المحدودة للمنطاد لناحية جمع معلومات استخبارية". وتابع المصدر نفسه "اعتبرنا أن المنطاد كبير بما يكفي ليتسبب الحطام بأضرار" إذا تم إسقاطه في منطقة مأهولة.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن قيادة الدفاع الفضائي للولايات المتحدة وكندا (نوراد) تراقب مسار المنطاد. وأضاف في بيان "المنطاد يحلق حاليا على ارتفاع أعلى بكثير من الحركة الجوية التجارية. ولا يشكل تهديدا عسكريا أو جسديا لمن هم على الأرض".
"خطورة"
قال المسؤول الأول الذي اشترط عدم كشف هويته "من الواضح أن القصد من هذا المنطاد هو المراقبة، ومساره الحالي يقوده فوق عدد من المواقع الحساسة" خصوصا قواعد جوية ومخازن صواريخ استراتيجية في ولاية مونتانا في شمال غرب الولايات المتحدة.
وأشار المسؤول إلى أن المنطاد دخل المجال الجوي الأميركي "قبل أيام عدة"، مضيفا أن الاستخبارات الأميركية كانت تتعقبه قبل ذلك بفترة طويلة وأن هذه ليست أول مرة يرصد الجيش الأميركي خرقا مماثلا. لكن في هذه المرة بقي المنطاد في المجال الجوي للولايات المتحدة فترة أطول.
عند تبلغه بالأمر طلب بايدن على الفور من وزير دفاعه لويد أوستن الذي كان في الفيليبين الأربعاء، أن يقدم له خيارات، ثم أجرى الأخير مناقشات مع قادة الجيش في البنتاغون. وطبقا للمسؤول نفسه، اقتربت طائرات مقاتلة من المنطاد فوق مونتانا.
وقال السناتور الأمريكي ماركو روبيو، كبير الجمهوريين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إن بالون التجسس مقلق ولكنه ليس مفاجئا. وأضاف روبيو على تويتر "مستوى التجسس الموجه من بكين لبلدنا نما نموا كبيرا وبشكل أكثر حدة ووقاحة على مدى السنوات الخمس الماضية".
وتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن في الآونة الأخيرة، في ظل خلافات حول تايوان وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان ونشاطها العسكري في بحر الصين الجنوبي.
"عمل مزعزع"
وقد أثارت واشنطن القضية مع السلطات الصينية. وقال المسؤول الأميركي "أبلغناهم بخطورة الواقعة. أوضحنا لهم أننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا على أراضينا".
استنكر رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي مساء الخميس "العمل المزعزع للاستقرار" الذي تقوم به الصين، والذي "يتجاهل بدون خجل سيادة الولايات المتحدة". ودعا مكارثي بايدن إلى "عدم التزام الصمت" مطالبا بإبلاغ أعضاء الكونغرس.
تشكل جولة بلينكن في الصين، والمقررة يومي الأحد والاثنين، أول زيارة لهذا البلد يجريها وزير للخارجية الأميركية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وهي تأتي في وقت تحاول القوتان العظميان منع تحول التوتر إلى صراع مفتوح.
ومن بين المواضيع الخلافية الكثيرة بين البلدين هناك ملف تايوان التي تدعي الصين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، فضلا عن مسألة الأنشطة الصينية في جنوب شرق آسيا. وعقد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أثناء زيارة إلى الفلبين، اجتماعا لكبار مسؤولي البنتاغون لمناقشة حادث البالون. ووقع أوستن اتفاقات تستهدف تعزيز الوجود العسكري الأميركي هناك في مواجهة صعود الصين.