دعا الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني الذي يترأس البلاد منذ انقلاب العام 2021، قواته الى التوقف عن مساندة الحكومات الديكتاتورية كما سبق أن فعلت خلال العقود الأخيرة.
ووجه البرهان هذه الدعوة خلال كلمة ألقاها في افتتاح المناقشات حول الإصلاح الأمني والعسكري، والتي نص عليها الاتفاق الإطار الذي وقعه العسكريون مع المدنيين في كانون الأول/ديسمبر كجزء أول من العملية السياسية التي تهدف لعودة المدنيين إلى السلطة.
وضع الاتفاق مبادئ توجيهية لعملية انتقالية يقودها المدنيون، ولكنه لم يتضمّن أي جداول زمنية، ما دفع منتقديه إلى وصفه بأنه "غامض". وقال البرهان الأحد "قواتكم المسلحة مرت بتجارب مختلفة في تاريخها وفي عدة مرات ساندت حكومات ديكتاتورية ونريد لهذا الامر أن يتوقف".
والقوات المسلحة السودانية، التي تأسست قبل تسعة وتسعين عاما قامت بأربعة انقلابات عسكرية على حكومات منتخبة ديموقراطيا منذ استقلال البلاد في العام 1956 .
ويقول محلّلون إن إصلاحات قطاع الأمن وخصوصا دمج قوات الدعم السريع في الجيش، هي نقطة الخلاف الرئيسية بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف ب "حميدتي"، والذي يقود هذه القوات شبه العسكرية التي تشكلت في العام 2013 للقضاء على التمرّد في دارفور.
ولكن الرجلين حضرا الأحد افتتاح تلك المناقشات مع دعوتهما الى إتمام عملية الدمج. وقال دقلو إن "الإصلاح الأمني والعسكري مهمة ليست سهلة ونسير نحو اقامة جيش موحد".
وأضاف "قبلنا الإصلاح الأمني والعسكري برضا ووعي بضرورة وجود جيش مهني موحد". من جهته أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان سعيه لـ "بناء جيش مهني بعيدا عن السياسة".
وسبق أن انتقد دقلو "أي شخص يريد أن يصبح ديكتاتورا"، في محاولة لكسب التعاطف السياسي، وفق محللين.