في جزء من مقابلة أجراها، مصطفى البرغوثي، عضو البرلمان الفلسطيني ورئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، مع شبكة CNN، أجاب فيها عن سؤال مضمونه بأن السبب في أن إسرائيل تقوم بالعملية العسكرية في الضفة الغربية هو اكتشافها لنقل الأسلحة من إيران إلى الشباب الفلسطيني المسلح داخل المخيمات.
وقد قام أيضًا بالتعليق على دعوة خالد مشعل، زعيم حماس السابق للعودة للعمليات الانتحارية بالإضافة إلى كشفه مصدر الأسلحة في الضفة الغربية.
قال البرغوثي ردا على ذلك: "أعتقد أن هناك جهداً إسرائيلياً متعمداً مع بعض الجهود الإعلامية لتضخيم قوة وقدرات بعض الفلسطينيين الذين يقاتلون في بعض المخيمات. بالطبع، هناك عدد قليل من الشباب الذين يحملون السلاح، ولكن هذا لا شيء مقارنة بالقوة الجبارة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي. ولا يحتاجون إلى القيام بكل هذه العمليات من غزو كل هذه الأماكن ومحاولة تطهير مخيمات اللاجئين بأكملها عرقياً.الآن نتحدث عن الأسلحة.. من المعروف جيداً، ومن المؤكد والموثق، أن معظم الأسلحة التي يمتلكها الناس في الضفة الغربية تأتي من إسرائيل، من الجانب الإسرائيلي. هذه أسلحة سرقها من الجيش الإسرائيلي أفراد عسكريون إسرائيليون وباعوها في السوق السوداء. هذا هو المصدر الرئيسي للأسلحة، لذا فالأمر لا يتعلق بتهريب كل هذه الأسلحة عبر الأردن إلى الضفة الغربية. نحن جميعًا نعلم مدى القيود التي تفرضها الأردن ومدى سيطرة إسرائيل على حدودها. لذا فإن كل هذه الشائعات تهدف إلى إعطاء انطباع بأن إسرائيل تقاتل إيران، وهذا غير صحيح. إن إسرائيل تقاتل السكان الفلسطينيين المحتلين. الشعب الذي احتلوه منذ 57 عامًا، والشعب الذي هُجر من دياره منذ عام 1948 وحتى الآن لم يسمح له بالعودة إلى دياره.
وأضاف بالقول: "كانت إسرائيل تستخدم أسماء دول أخرى لتبرير قمعها واضطهادها للشعب الفلسطيني، كانوا يقولون إنهم يقاتلون الاتحاد السوفييتي ومصر وسوريا في مرحلة ما والعراق والآن إيران، وربما غداً سيتحدثون عن أذربيجان، لا أعلم.. لكن الحقيقة هي أن هذا صراع بين الشعب الفلسطيني الذي يطالب بالحرية، وإنهاء الاحتلال، وإنهاء نظام الفصل العنصري، وإنهاء هذا النظام القمعي. وهناك طريق قصير للغاية لتحقيق الأمن، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين، بل وأيضاً بالنسبة للإسرائيليين، وهذا الطريق القصير يتلخص في إنهاء الاحتلال. ولقد ظللنا نقول هذا منذ عقود من الزمان. ماذا يفعلون، هل سيستمرون في الحروب بعد الحروب؟ في عام 2002 أعادوا احتلال كل ركن من أركان الضفة الغربية. فهل جلب ذلك الأمن؟ وهل جلب السلام؟ بالطبع لا.. إن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو أن تنهي إسرائيل احتلالها، وأن تقوم دول مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي تقع على عاتقها أيضاً مسؤولية الضغط على إسرائيل لوقف احتلالها ونظام القمع والاضطهاد الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني. أعتقد أن الفظائع التي تحدث في غزة يجب أن تكون أكثر من كافية لإقناع العالم بأن استمرار تعذيب الشعب الفلسطيني بأكمله أمر غير مقبول."