الأقمار الصناعية التجارية.. جبهة جديدة في حرب الفضاء

منذ 2 سنوات 192

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 01/11/2022 - 13:28

اختارت ناسا ماكسار لدمج حمولة مراقبة التلوث على قمر صناعي تجاري

اختارت ناسا ماكسار لدمج حمولة مراقبة التلوث على قمر صناعي تجاري   -   حقوق النشر  AP Photo

أصبحت شبكات الأقمار الصناعية الخاصة التي تساعد الجيوش في زمن الحرب أهدافاً محتملة لقوات العدو بمعزل عن هويته، وهو ما يُثير مخاوف من أن الصراعات الأرضية قد تمتد إلى الفضاء.

"ستارلينك" والجيش الأوكراني

يعتبر الفضاء جزءاً أساسياً من القتال الحربي، فالأقمار الصناعية توفر عيناً جوية للجيوش تراقب عبرها الأوضاع الميدانية وكذلك تؤمن الاتصالات بين الوحدات العسكرية. 

حالياً، تعتمد أوكرانيا على شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس" لتأمين الإنترنت، بعد أن قطعت روسيا خدمة الإنترنت عن الدولة الشيوعية السابقة. وكان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تطوع لتأمين هذه الخدمة للجيش الأوكراني لقاء تبرعات. 

تهديد روسي

أكد قنسطنطين فورونتسوف، المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الروسية  الأسبوع الماضي أن الأقمار الصناعية التجارية يمكن أن تكون أهدافاً "مشروعة" في زمن الحرب إذا استخدمت لأغراض عسكرية.

كان فورونتسوف يتحدث عن منظومة ستارلينك ولكنه لم يسمّها بالاسم. 

إذاً، الأسئلة التي كانت افتراضية في يوم من الأيام حول "أعراف" زمن الحرب المتعلقة بالأقمار الصناعية التجارية، وضمان سلامتها، أصبحت اليوم مخاوف حقيقية يجب على الدول أن تتعامل معها.

ردّ أمريكي على روسيا

  • قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير رداً على تصريح فورونتسوف إن أي هجوم على قمر صناعي أمريكي تجاري من شأنه أن يثير رداً من الولايات المتحدة. وأكدت جان بيير خلال لقاء صحفي الأسبوع الماضي "سنسعى بكل الوسائل لاستكشاف وردع ومحاسبة روسيا على أي هجمات من هذا القبيل".

سعي دولي لوضع قواعد فضائية

في ظل التصعيد والتهديدات المستترة، يتجه الاهتمام الدولي إلى إرساء قواعد وقواعد للسلوك في الفضاء. 

  • حسب فيكتوريا سامسون من "مؤسسة العالم الآمن" (Secure World Foundation) "إن وضع معايير دولية سوف يسمح للدول بالإشارة إلى أفعال سيئة في الفضاء والقول"هذا ليس مجرد منافس جيوسياسي يشكو مما تقوم به.. هذا شيء غير مسؤول أو مثير للاشمئزاز بشكل لا يصدق".
  • البنتاغون من جهته، يسلّط الضوء أيضاً على الافتقار إلى المعايير الأساسية باعتبارها تهديداً رئيسياً للأصول الأمريكية. وقال تقرير استراتيجية الدفاع الوطني الذي صدر الأسبوع الماضي إن "خطر التصعيد غير المقصود مرتفع بشكل خاص بسبب قواعد السلوك غير الواضحة".

خطط أمريكية للتفوق الفضائي

اعتمد الجيش الأمريكي تاريخياً على أقمار صناعية كبيرة ومكلفة لإدراك الموقف على الأرض. هذه المركبات الفضائية هي أهداف واضحة للهجمات. وتدعو استراتيجية الدفاع الوطني لإنشاء مجموعات من الأقمار الصناعية في مدارات "متنوعة ومرنة وزائدة عن الحاجة" كتلك التي تبنيها الشركات الخاصة، والتي يمكن أن تساعد في الدفاع عن الأمن القومي.

تملك وكالة تطوير الفضاء خططا لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية من شأنها توزيع أجهزة الاستشعار المستخدمة في تتبع الصواريخ والجهود العسكرية الأخرى عبر مئات الأقمار الصناعية. 

لقد أظهرت جهود "ستارليك" في أوكرانيا أيضاً لوكالة تطوير الفضاء أن شبكة موزعة من الأقمار الصناعية يمكن أن تساعد في الجهود العسكرية، وفقاً لتقرير صادر عن ساندرا أروين من "سبيس نيوز".

لم تسقط روسيا أي أقمار صناعية من "ستارلينك"، وفي حال قيامها بذلك، فمن المحتمل ألا تقضي على الشبكة الكاملة. كما أن الهجمات الإلكترونية ضد الكوكبة لم تنجح أيضاً.

تحركت الولايات المتحدة بالفعل نحو وضع معيار في الفضاء بالقول إنها لن تختبر بعد الآن أسلحة مضادة للأقمار الصناعية تنتج الحطام في المدار. 

وقد وقعت عدة دول الآن على تلك الخطة. وقد تؤدي هذه المحادثات وخطوط الاتصال إلى إنشاء المزيد من قواعد السلوك، بما في ذلك ما يعتبر سلوكًا مناسبًا تجاه الأقمار الصناعية الخاصة في المدار أثناء الحرب.