اكتشاف موقع معركة القادسية في العراق.. تلك النقطة المفصلية في انتشار الإسلام

منذ 1 أسبوع 21

استطاع فريق من علماء الآثار العراقيين والأمريكيين الكشف عن الموقع الذي حصلت فيه معركة القادسية، التي تُعتبر نقطة تحول في التاريخ الإسلامي، حيث هزم المسلمون جيش السلالة الساسانية الفارسية خلال فترة التوسع، وتمكنوا على إثرها من تقليص نفوذهم في العراق والزحف نحو بلاد فارس لنشر الدين المحمدي.

تعود معركة القادسية إلى ثلاثينيات القرن السابع الميلادي، وجرت بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص ضد الفرس بقيادة رستم فرّخزاد، وانتهت بمقتل رستم وانتصار المسلمين.

كيف عثروا على الموقع؟

قامت الأقمار الصناعية الأمريكية بمسح بالاستشعار عن بُعد لرسم خريطة لطريق الحج من الكوفة العراقية إلى مكة المكرمة في السعودية، وقد لاحظوا أثناء رسم خريطة الطريق أن موقعًا على بعد حوالي 30 كم جنوب الكوفة في محافظة النجف جنوب العراق يحتوي على سمات تتطابق بشكل كبير مع وصف موقع معركة القادسية الوارد في النصوص التاريخية وأبيات الشعر.

وللتأكد من ذلك، قام الفريق بمسح أرضي في الموقع، ليكتشفوا وجود قطع فخارية تتوافق مع الفترة الزمنية التي وقعت فيها المعركة، ليعودوا ويوثقوا اكتشافهم في ورقة بحثية نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة "Antiquity".

في هذا السياق، قال جعفر الجذري، أستاذ علم الآثار في جامعة القادسية وعضو في الفريق الذي قام بالاكتشاف لوكالة "أسوشيتد برس": "معركة القادسية هي واحدة من أهم الحروب التي حدثت في بداية التاريخ الإسلامي، وكان موقعها مجهولاً حتى تمكن الفريق من تحديده".

وأشار الجذري إلى أن الموقع الذي يعتقد أن معركة القادسية وقعت فيه يمتلك الملامح الرئيسية لها، حيث يتسم بوجود خندق عميق وحصنين ونهر قديم كانت تعبره القوات الفارسية التي تحملها الفيلة، فقال: "القلعة الرئيسية هنا هي حصن القادسية، وهي عبارة عن تلة كبيرة محاطة بسور محصن، ونعتقد أنه كان المعسكر الرئيسي للقائد المسلم، ومن هنا يمكننا رؤية الخندق أو أحد حدود الإمبراطورية الساسانية".

وأضاف الجذري، وهو يرشد فريق الوكالة في الموقع: " في هذا المكان، التقى الجيش العربي المسلم القادم من الغرب، بجيش الإمبراطورية الساسانية الآتي من الشرق ووقعت الحرب".

يذكر أن هذا الاكتشاف يعتبر جزءًا من مشروع أوسع أُطلق في عام 2015 لتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالانقراض في المنطقة، وتبرز أهميته في أنه يعطي العراق دفعًا جديدًا لمواصلة أعماله في مجال التنقيب عن الآثار، والتي توقفت لسنوات طويلة بسبب الحروب، وأدى إلى نهب عشرات الآلاف من القطع الأثرية.