هاجمت قوات أمن فلسطينية، في مدنية نابلس، الأربعاء، جنازة عبد الفتاح خروشة (49 عاماً)، الذي قتلته إسرائيل إلى جانب 5 آخرين في مخيم جنين، الثلاثاء، ما أدى إلى سقوط جثمانه أرضاً، بعد خلافات كما يبدو حول مكان التشييع.
وأظهر مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر الأمن الفلسطيني تطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه شبان كانوا يحملون نعش الناشط البارز في حركة حماس والملفوف بعلم الحركة، أمام مستشفى في نابلس، في مشهد تسبب في الإحراج للسلطة وقاد إلى هجوم فصائلي كبير وشعبي غير مسبوق تجاهها.
وقال الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، إن «اعتداء أجهزة السلطة على جنازة خروشة هو انحطاط أخلاقي ووطني وعار». وأضاف «السلطة العاجزة تماماً عن حماية شعبنا من عدوان المستوطنين تلجأ إلى مهاجمة جثمان من رد العدوان عن أهلنا في نابلس».
وقالت «لجان المقاومة في فلسطين» إن الاعتداء تجاوز لكافة الخطوط الحمراء. وقالت حركة «الجهاد الإسلامي»، «إن هذا السلوك مشين وخارج عن التقاليد الوطنية الأصيلة». وقالت «الجبهة الشعبية» إن الاعتداء بحق المشاركين في الجنازة «بلطجة لا يمارسها إلا من يدير الظهر لمقاومة شعبنا». كما دانت «حركة فتح الانتفاضة» بأشد العبارات مهاجمة موكب خروشة، فيما قال مسؤول حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة، عائد ياغي، إن الحادثة مرفوضة ومدانة.
وكانت عناصر أمن قد هاجمت المشيعين فور خروجهم من مستشفى رفيديا في نابلس، من دون أن تتضح الأسباب فورا. لكن المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، أصدر بيانا توضيحيا قال فيه، إنه تم الاتفاق مع عائلة خروشة وفعاليات مخيم عسكر يوم الثلاثاء على خط سير الجنازة، لكنهم (الأمن) فوجئوا الأربعاء وخلال مسيرة الجنازة من مستشفى رفيديا حيث كان الجثمان في مركبة الإسعاف بأن قامت مجموعة لا علاقة لها بعائلة خروشة بخطف الجثمان وإنزاله على الأرض. «وحصلت مشادة أثناء قيامهم بالهتاف ضد السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية، بدلاً من شتم الاحتلال مرتكب الجرائم بحق شعبنا، ما أدى إلى تدخل قوى الأمن الفلسطيني لإعادة الجثمان إلى مركبة الإسعاف واستكمال التشييع تكريما للشهيد عبد الفتاح خروشة رحمه الله».
وشدد دويكات على «ضرورة تفويت الفرصة على دعاة الفتنة»، داعيا إلى توحيد كل الجهود في مواجهة مخططات الاحتلال الذي يتربص بشعبنا ومشروعنا الوطني.
البيان لم يقنع كثيرا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وبينهم نشطاء في حركة فتح واعتبروا أن ما فعلته السلطة غير مسبوق ومؤذٍ إلى حد لا يوصف للسلطة نفسها، وحركة فتح كذلك، وليس مبررا. وفورا أعلن منسق الفصائل الفلسطينية في نابلس نصر أبو جيش استقالته.
وكان خروشة وهو أحد نشطاء حركة حماس في مخيم عسكر في نابلس قد نفذ في الـ26 من الشهر الماضي عملية قرب حوارة شمال الضفة الغربية قتل خلالها إسرائيليين، ثم اختفى قبل أن تقتله إسرائيل في مخيم جنين الثلاثاء.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن جهاز «الشاباك» تمكن بعد ساعات قليلة من تنفيذ العملية من معرفة هوية خروشة، والاتجاه العام الذي سلكه في طريقه للهرب، ثم بعد معلومات استخباراتية اتضح أن أبناءه فروا به من حوارة إلى قلب مخيم جنين.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الأيام الأخيرة كان معروفا بالفعل مكان وجود خروشة، وكان الشاباك ينتظر اللحظة المناسبة للقيام بالعملية. وكان خروشة يتحصن في غرفة خلفية داخلية في المنزل الذي كان متواجدا فيه، فيما كان هناك عدد من المسلحين يوفرون له الأمن، وفي الوقت نفسه وبسبب إدراك أن اثنين من أبنائه قد يقدمان على تنفيذ هجوم آخر، استعد الشاباك لاعتقالهما في نفس وقت العملية التي نفذت في جنين.
وذكرت هيئة البث الرسمية «كان» أن خروشة خطط مع أحد أبنائه لتنفيذ عملية إطلاق نار أخرى ضد جنود، وقاما بتجهيز سلاح للعملية من طراز كارلو.
وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة العبرية إن «أبناءه قاموا بتهريبه إلى مخيم جنين معتقدين أننا لن نصل إليه، لكن أصبح الآن مفهوماً وواضحاً أنه لا يوجد ملجأ للإرهابيين، لا في جنين ولا في نابلس ولا في أي مكان».
وفي مخيم عسكر، حمل مسلحون من كل الفصائل بما فيها فتح جثمان خروشة إلى مثواه الأخير، فيما علت الأصوات تطالب بالانتقام.
اعتداء على جنازة منفذ عملية حوارة يحرج السلطة الفلسطينية
«الشاباك» عرف مكانه وانتظر اللحظة المناسبة لاعتقال أبنائه أيضاً
الخميس - 16 شعبان 1444 هـ - 09 مارس 2023 مـ رقم العدد [ 16172]
فلسطينيون يحملون جثمان عبد الفتاح خروشة خلال جنازته في نابلس الأربعاء (أ.ب)
رام الله: «الشرق الأوسط»
اسرائيل أخبار إسرائيل