هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
قتل 80 شخصاً على الأقل، وأصيب 20 آخرون، ونزح الآلاف في شمال شرق كولومبيا، مع احتدام القتال بعد انهيار هدنة بين الجماعات المسلحة التي تتنافس على الاستحواذ على مزارع أوراق الكوكا، التي يمكن من خلالها تصنيع المخدرات، بالقرب من الحدود الفنزويلية.
وتزامنت هذه الاشتباكات مع إعلان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو تعليق محادثات السلام مع جيش التحرير الوطني، متهمًا الجماعة بارتكاب "جرائم حرب". وكتب بيترو عبر منصة "إكس": "عملية الحوار معلّقة، وجيش التحرير الوطني يفتقر إلى الإرادة لتحقيق السلام." يُذكر أن هذه هي المرة الثانية خلال أقل من عام التي تُعلق فيها مفاوضات من هذا النوع.
وفي تطور مأساوي، فقدت المنطقة زعيمها المجتمعي كارميلو غيريرو، إلى جانب سبعة آخرين كانوا يسعون للتفاوض على اتفاق سلام. ووسط هذا المشهد الدامي، أكد حاكم إقليم شمال سانتاندير، ويليام فيلاميزار، أن الجيش الكولومبي تدخل لإجلاء المواطنين، حيث قُتل العديد في مناطق القتال.
من جهته، أوضح المواطن خوان غوتييريز، الذي فر مع عائلته إلى ملجأ مؤقت في بلدة تيبو، أن العائلة وجدت نفسها وسط تبادل النيران ولم تتمكن من حمل أي من ممتلكاتها بسبب ضيق الوقت. وأضاف أن سكان المنطقة يهربون سيرًا على الأقدام هربًا من العنف المستعر.
وزار وزير الدفاع الكولومبي، إيفان فيلاسكيز، بلدة كوكوتا لتقييم الوضع، داعيًا الجماعات المسلحة إلى وقف القتال فورًا. وأكد أن الأولوية القصوى هي إنقاذ الأرواح وضمان أمن المجتمعات المحلية. كما أشار إلى نشر القوات في جميع أنحاء المنطقة لدعم السكان.
ولتخفيف معاناة النازحين، أرسلت السلطات الكولومبية 10 أطنان من المواد الغذائية ومستلزمات النظافة إلى شمال شرق البلاد، حيث تأثر أكثر من خمسة آلاف شخص بالأزمة.
ورغم تبادل الاتهامات بين جيش التحرير الوطني وحركة فارك السابقة حول المسؤولية عن التصعيد، تواصل الحكومة مساعيها لتحقيق السلام الشامل، وهي سياسة تشمل الحوار مع جميع الجماعات المسلحة.
ومن الجدير بالذكر أن جيش التحرير الوطني، الذي تأسس في الستينيات، يمول أنشطته من تهريب المخدرات ومناجم الذهب غير المشروعة، ويمتلك نحو ستة آلاف مقاتل موزعين بين كولومبيا وفنزويلا. ورغم كل التحديات، يبقى أمل السلام حاضرًا في قلوب الكولومبيين الذين يتطلعون لإنهاء دوامة العنف.