استنفار ومطاردة غير مسبوقة في فرنسا لسجين هارب يلقب بـ"الذبابة" بعد مقتل ضابطين في كمين

منذ 6 أشهر 84

لا يزال المئات من عناصر الشرطة في منطقة نورماندي بفرنسا يبحثون عن المهاجمين المسلحين الذين نصبوا كمينا لشاحنة شرطة سجون، ما أسفر عن مقتل اثنين من ضباط السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة وإطلاق سراح السجين الذي كانوا يرافقونه.

وقال رئيس الوزراء غابريال أتال في البرلمان: "نحن نتعقبكم، سنجدكم وسنعاقبكم.. سوف تدفعون ثمن فعلتكم". 

وكان الشجين محمد عمرة، المعروف بـ"الذبابة"، في شاحنة ترحيلات تُعيده من المحكمة في نورماندي إلى السجن يوم أمس الثلاثاء، عندما صدمت سيارة شاحنة السجن وأوقفتها بالقرب من محطة تحصيل رسوم العبور على طريق سريع.

وفتح مسلحون النار على شاحنة الشرطة، ما أدى إلى مقتل اثنين من ضباط السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة.

وقالت المدعية العامة في باريس لور بيكو، إن السيارتين اللتين اُستخدمتا في الهجوم عُثر عليهما محروقتين في موقعين مختلفين، في حين أفاد وزير العدل إريك دوبون موريتي بأن أحد الضابطين اللذين راحا ضحية الهجوم "لديه زوجة وولدين كانا يستعدان للاحتفال بعيد ميلادهما الواحد والعشرين خلال يومين".

بينما خلف الضابط الثاني، الذي قُتل في الحادث وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، زوجة حامل في شهرها الخامس.

وكان عمرة الذي عُرف بلقب "الذبابة"، محتجزاً في سجن فال دي رويل، في مدينة روان بالقرب من باريس، ومثل أمام محكمة قريبة قبل الكمين.

من جانبه أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامانين، أن الشرطة تبحث عن "المجرمين بكل الطرق"، وقال إن جهودًا "غير مسبوقة" قد بُذلت. وتمت تعبئة المئات من رجال الشرطة للبحث عن المدان الهارب، محمد عمرة، والمهاجمين الذين تربصوا بشاحنة السجن التي كانت تقله.

وفي حديث لوسائل إعلام، اليوم الأربعاء، أضاف دارمانان أن هذا الهجوم كان ممارسة "بربرية بدم بارد"، مؤكدا أن حوالي 450 من قوات الشرطة في نورماندي كُلفوا بمهمة "بحث غير مسبوقة".

كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الجميع "يبذلون قصارى جهدهم من أجل العثور على منفذي الهجوم".

ماذا نعرف عن "الذبابة"؟

أشارت وسائل إعلام فرنسية أن عمرة (30 عاماً) حاول الهروب من محبسه في وقت سابق من هذا الأسبوع باستخدام منشار لتقطيع القضبان الحديدية للزنزانة.

وأُدين بالسطو في 10 مايو/ ايار، واتهمه ممثلو الادعاء في مرسيليا أيضاً بارتكاب جريمة اختطاف أدت إلى الوفاة؛ حيث يقال إنه كانت له علاقات بعصابة "السود" القوية في المدينة.

وكان قد احتجز في سجون منفصلة في مرسيليا وباريس وروان، خلال الإجراءات القانونية ضده بتهمة السرقة، والتي أسفرت عن الحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهراً.

وكانت لديه 13 إدانة سابقة بمخالفات بسيطة إلى حد بعيد، بما في ذلك القيادة دون رخصة، والسرقة، ورفض التوقف بناء على طلب ضباط المرور.

لكن تورطه في وفاة رجل من درو بالقرب من روان تم اختطافه في مرسيليا، في أعمال مرتبطة بتهريب المخدرات، يشير إلى تورطه مع مجرمين أكثر خطورة.

وقال محاميه إن عمرة كان يعلم بأمر النقل من السجن إلى المحكمة، و"ربما أبلغ آخرين بذلك".

ويبدو أن شركاءه كانوا على علم بتفاصيل النقل لأنهم كانوا ينتظرون عند نقطة تحصيل الرسوم على الطريق السريع.

من جهتها، قالت أم عمرة إنها لم تلاحظ أي إشارات قبل الهجوم إلى أنه قد يحاول الهروب، مؤكدة أنه "لا يتحدث إلي. إنه ابني، لكنه لا يتحدث إلي عن أي شيء".

"فرنسا تغرق في جرائم المخدرات"

صدم عنف الهجوم الذي تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فرنسا، ووقف العاملون في السجون لحظات صمت يوم الأربعاء خارج السجون في باريس وأماكن أخرى لإحياء ذكرى الضباط الذين قُتلوا. 

كما جاء هذا الهجوم في نفس اليوم الذي نشر فيه مجلس الشيوخ الفرنسي تقريراً يحذر من أن فرنسا "تغرق" في جرائم المخدرات.

وأشار التقرير إلى "انفجار في العرض والطلب" في تجارة المخدرات غير المشروعة، محذرًا من أنه "لا يوجد أي جزء من الأراضي الوطنية أو أي طبقة اجتماعية ليست عرضة لخطر جرائم المخدرات... إن تجارة المخدرات تتسلل إلى كل مكان علاوة على ما يقترن بها من عنف".