تواصل للقصف في أوكرانيا
استمرّ القصف المدفعي أمس الجمعة في مدينة باخموت التي أصبحت مركز القتال في الشرق الأوكراني، وفي أنحاء أخرى من أوكرانيا، رغم بدء سريان وقف إطلاق نار أحاديّ أعلنته روسيا واعتبرته كييف وقوى غربية مجرّد مناورة.
لكن بُعيد دخول وقف إطلاق النار هذا حيّز التنفيذ، تحدّث مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع إطلاق نار من الجانبَين الروسي والأوكراني. غير أنّ قوّة الضربات كانت أخفّ مقارنةً بالأيّام السابقة.
من جهته، أكّد الجيش الروسي احترامه الهدنة، لكنّه اتّهم القوّات الأوكرانيّة بـ"مواصلة قصف المدن والمواقع الروسيّة".
وتحدّث نائب رئيس إدارة الرئاسة الأوكرانيّة كيريلو تيموشينكو عن ضربتَين روسيّتَين على كراماتورسك (شرق) استهدفتا مبنى سكنيًا ولم تُسفرا عن ضحايا. وفي وقت سابق، تحدّث عن قصف روسي على خيرسون (جنوب).
وفي منطقة لوغانسك (شرق)، أعلنت السلطات المحلّية عن 14 قذيفة مدفعيّة وثلاثة هجمات روسيّة، بينما بقي المدنيّون "طوال اليوم في الأقبية".
من جهتها، نقلت وكالات أنباء روسيّة عن السلطات الانفصاليّة في شرق أوكرانيا حديثها عن قصفٍ على مواقعها في دونيتسك نفّذه الجيش الأوكراني قبل بدء سريان وقف النار نظريًّا وبعدهُ أيضًا.
"نفاق"
إثر نداء أطلقه بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، واقتراح قدّمه الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، طلب بوتين الخميس من جيشه "بدء تطبيق وقف للنار على كلّ خط التماس بين الطرفَين في أوكرانيا .
لكنّ أوكرانيا اعتبرت هذه المبادرة "ضربًا دعائيًّا". وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ قرار بوتين يشكّل "حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا (..) ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".
وكان بوتين دعا القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسيّة، كبرى الطوائف في كلّ من أوكرانيا وروسيا على السواء، "حضور قداديس ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح".
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ بوتين يسعى من خلال هذه الهدنة إلى "متنفّس". واستهزأ بايدن بنظيره الروسي، قائلًا إنّ بوتين "كان مستعدًّا لقصف مستشفيات وروضات وكنائس... في الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر وليلة رأس السنة".
أمّا مسؤول الشؤون الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقال "أعتقد أنّ الردّ الذي يخطر لنا جميعًا هو التشكيك في مواجهة نفاقٍ من هذا القبيل".
40 مدرعة ألمانية
وأكّد بوتين الخميس أنّ روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا شرط أن تقبل كييف "الوقائع الجديدة على الأرض"، في إشارة إلى إعلان موسكو في أيلول/سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانيّة تسيطر عليها جزئيًّا أو بالكامل.
في الأثناء، يتحرّك حلفاء كييف الغربيّون لتزويدها مدرّعات لها أهمّية عسكريّة بالغة بالنسبة إلى الجانب الأوكراني. وأعلن متحدّث باسم الحكومة الألمانيّة الجمعة أنّ بلاده ستُرسل 40 مدرّعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأوّل من 2023، في أوّل إعلان عن عمليّة تسليم ملموسة لهذا النوع من المعدّات.
وكانت فرنسا أوّل دولة تُبادر في هذا الصدد، عبر إعلانها الأربعاء تسليم دبّابات قتاليّة خفيفة من طراز "إيه إم إكس-10 آر سي" AMX-10 RC فرنسيّة الصنع، من دون تحديد العدد والإطار الزمني لإتمام ذلك.