نشرت الحكومة الإسرائيلية حملة باستخدام غوغل آدز تهدف إلى نشر مزاعم إسرائيلية تجاه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. وتدعي تل أبيب بأن الوكالة تدعم حركة حماس حسبما ورد في تقرير مجلة ”وايرد“ الأميركية.
ووفقًا للمجلة التي تنشر شهرياً، دفعت السلطات الإسرائيلية أموالاً خصصت لإعلانات على غوغل لعمليات بحث مثل ”الأونروا“ و”الأونروا الولايات المتحدة الأميركية“ لتسليط الضوء على ممولي الوكالة وربطها بحركة حماس.
وقالت القنصلية الإسرائيلية في نيويورك إنها على علم بالتقرير دون أن تنشر ردا حول ما ورد فيه.
وتتهم إسرائيل والجماعات المؤيدة لها موظفي الأونروا بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب منذ سنوات، خاصة عبر نظام التعليم الذي تديره الأونروا حسب الادعاء الإسرائيلي. وورد على صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية أن الجيش الإسرائيلي عثر على أسلحة لحماس في مواقع تابعة للأونروا خلال العدوان على غزة الذي بدأ في 2023.
وقالت مديرة "أونروا الولايات المتحدة" التي تعتبر من شركاء الأونروا في أميركا مارا كرونينفيلد للمجلة إنها لاحظت الحملة عندما بحثت عن اسم منظمتها غير الربحية، ووجدت مادة دعائية للمنظمة الإغاثية تُحوّل مستخدمَ الإنترنت إلى صفحة إلكترونية تشرح خلالها بالتفصيل ادعاءات إسرائيلية عن الوكالة.
أزيلت الإعلانات اللي عُنوِنَت ب ”الأونروا من أجل حقوق الإنسان“ في كانون الثاني/ يناير بعد أن قدمت الأونروا شكوى. وبالرغم من ذلك قالت غوغل إن الإعلانات لم تشكل انتهاكا لسياساتها. ولكن عادت الإعلانات مجددا في شهر أيار/مايو لاستخدام عناوين أكثر وضوحا كـ ”حيادية الأونروا تتعرض للخطر"، و“إسرائيل تكشف عن قضايا الأونروا”، و“إسرائيل تدعو إلى ممارسات إنسانية أكثر أمانًا وشفافية“.
وتتهم إعلانات أخرى على غوغل أن "الأونروا لا تنفصل عن حماس“، وأن الوكالة ”تواصل توظيف الإرهابيين“.
ووفقًا للتقرير الأميركي، ظهرت الإعلانات بنسبة 44% في الوقت المخصص لظهورها في الولايات المتحدة بين أيار/مايو و تموز/يوليو، وفقًا لتحليلات غوغل الخاصة بالأونروا في الولايات المتحدة الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت إعلانات "الأونروا الولايات المتحدة الأمريكية" في 34% فقط من عمليات البحث المعتمدة.
قالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لموقع مجلة "وايرد" إن الإعلانات تضر بسمعة الوكالة ويجب أن تتوقف، موضحة أن الإعلانات لها قوة تدميرية على الناس. وبينت أنه يجب محاسبة المسؤولين عن هذا التخريب، ويجب أن تجرى متابعة مكثقة مع شركات مثل غوغل بمجرد انتهاء العدوان. وأشارت إلى أن هناك أسئلة عديدة بحاجة إلى أجوبة.
وقال موظفو غوغل الذين تحدثوا إلى المجلة الأميركية إنهم يشعرون بالامتعاض تجاه استفادة شركتهم من التحركات الإسرائيلية المزعومة لإلقاء اللوم على الأونروا في الأزمة الإنسانية في غزة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت هذا الشهر أن تسعة من موظفي الوكالة ”من الممكن أن يكونوا متورطين“ في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، موضحة أنه سيتم فصلهم من المنظمة بعد نحو 10 أشهر على إثارتهم لهذه المزاعم.
وقال مكتب خدمات الرقابة الداخلية، وهو هيئة مستقلة تابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، في بيان صحفي مقتضب إنه أنهى تحقيقه مع 19 موظفاً في الأونروا، موضحاً أن المعطيات تدل في تسع حالات على أن موظفي الأونروا "ربما كانوا متورطين" في أحداث 7 أكتوبر.