إسرائيل تتوغل في الريف الجنوبي لمحافظة درعا السورية ونتنياهو يقول إنهم مرابطون حتى ترتيب آخر

منذ 3 ساعة 13

في تطور ميداني جديد، كشفت مصادر سورية عن توسّع العملية العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث تقدمت الثلاثاء دبابات ومركبات عسكرية إلى الريف الجنوبي الغربي لمحافظة درعا.

وأكدت المصادر أن القوات الإسرائيلية دخلت صباح الثلاثاء قرية سيدا الجولان في غرب درعا، متجاوزة خط فك الاشتباك بأكثر من كيلومترين، حيث تمركزت في الساحة المركزية للقرية، كما امتدت عمليات التوغل إلى أكثر من أربعة كيلومترات داخل الأراضي السورية في منطقة القنيطرة.

وتشير التقارير إلى أن العملية العسكرية طالت حوض اليرموك في غرب درعا، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للأمن المائي السوري والأردني.

ومنذ سقوط نظام الأسد، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية سورية متعددة، بما في ذلك ميناء اللاذقية والمباني الحكومية، وفي غضون يومين فقط، شنت طائراتها غارات مكثفة على مواقع عسكرية في محافظة درعا.

وشملت الضربات مستودعات الأسلحة بالقرب من بلدة مهجة، والفوج 112 بين الشيخ مسكين وناوى، والكتيبة 175، والمواقع العسكرية المهجورة. كما امتدت الضربات إلى مناطق استراتيجية مثل تل الجابية وتل المحس وتل الحماد، والفيلق التاسع، وبعض المواقع العسكرية في مدينة درعا نفسها.

وامتدت الضربات الجوية إلى نقاط عسكرية في محافظات السويداء وريف دمشق ومناطق قريبة من دمشق وميسف والساحل السوري.

رد فعل دبلوماسي

من جهتها، دانت الحكومة السورية المؤقتة التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية. وفي خطوة دبلوماسية، أرسل الممثل السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الدهاك، رسائل رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، مطالباً إسرائيل بالالتزام باتفاقية فك الاشتباك واحترام تفويض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

من جانبه، حذر أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، من أن هذه الإجراءات الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد لا مبرر له في المنطقة.

نتنياهو: سنبقى في سوريا حتى إيجاد "ترتيب آخر

من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع أمني على قمة جبل الشيخ، أن القوات الإسرائيلية ستبقى مرابطة داخل سوريا في الوقت الحالي، وذلك غداة سيطرة الجماعات المتمردة على دمشق في الثامن من ديسمبر الجاري.

وأوضح بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه عقد تقييماً للوضع على قمة جبل الشيخ، برفقة وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هيرزي هاليفي، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال أوري غوردين، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار.

وشدد نتنياهو على أهمية الموقع الاستراتيجي، مؤكداً أن إسرائيل ستبقى في المنطقة العازلة التي تُشرف عليها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان "حتى إيجاد ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل".

" جبل الشيخ هي عيون إسرائيل"

من جانبه، وصف وزير الدفاع كاتس جبل الشيخ بـ"عيون إسرائيل" للكشف عن التهديدات القريبة والبعيدة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي موجود لحماية مجتمعات الجولان ومواطني إسرائيل من أي تهديدات.

وأشار كاتس إلى أن الوجود الإسرائيلي يعزز الأمن ويضيف بُعداً رقابياً وردعياً على معاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، وكذلك إرسال رسائل ردع للمتمردين في دمشق.

وفي تطور لافت، أدلى القيادي في هيئة تحرير الشام (المعروف بأبي محمد الجولاني) بتصريحات للصحافة البريطانية أكد فيها التزام الجماعة باتفاق 1974، مؤكداً عدم رغبتهم في الصراع مع إسرائيل.

في المقابل، حذرت نائبة وزير الخارجية شارين هاسكل من "محاولات تلميع" الجماعات الجهادية، واصفة الجولاني بـ"الذئب المتنكر في جلباب الحمل".