هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
في خضم الهجوم الروسي المضاد على منطقة كورسك الروسية، تجد القوات الأوكرانية نفسها في موقف صعب ومؤلم، حيث تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والمعنويات.
هذا الهجوم الذي بدأ في أغسطس الماضي كان بمثابة مفاجأة للقوات الروسية، لكن سرعان ما أصبحت القوات الأوكرانية محاصرة بفعل الهجمات المضادة العنيفة.
فقد تمكنت روسيا من استعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت تحت السيطرة الأوكرانية، حيث خسرت أوكرانيا أكثر من 40% من مساحة كورسك، التي تقدر بـ 984 كيلومتر مربع.
منذ أن بدأت القوات الأوكرانية هجومها المفاجئ على المنطقة في أغسطس، أشار القادة العسكريون الأوكرانيون إلى أن هدفهم كان السيطرة على كورسك لإضعاف القوات الروسية وإجبارها على التفاوض.
ومع ذلك، كان النجاح الأولي في السيطرة على بعض الأراضي قد خُطف بمرور الوقت، مع تزايد الهجمات الروسية المضادة التي أثبتت قوتها وفعاليته.
وفقًا لسبعة جنود أوكرانيين وقادة في الخطوط الأمامية الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس، فإن المعنويات بين القوات الأوكرانية في المنطقة تدهورت بشكل كبير.
وأوضح بعض القادة العسكريين إلى أنهم لا يستطيعون إجلاء القتلى بسبب شدة المعركة، ما أدى إلى ترك بعض الجثث في الميدان لفترات طويلة. وقال أحد القادة: "في بعض الأحيان، لا نستطيع إجلاء جثث الجنود لأننا نعلم أنه إذا حاولنا، سيزداد عدد القتلى."
منذ بداية الهجوم، عززت روسيا قواتها في المنطقة بأكثر من 50,000 جندي، إضافة إلى الدعم العسكري من كوريا الشمالية. كما أشار القادة العسكريون الأوكرانيون إلى أن القوات الروسية نجحت في صد الهجوم الأوكراني تدريجياً واستعادت الأراضي المفقودة بسرعة.
تعتبر المعركة في كورسك محورية، لكنها تحمل تساؤلات كبيرة داخل الأوساط العسكرية الأوكرانية. يقول بعض الجنود إن الأوامر التي يتلقونها ليست متوافقة مع الواقع، ما يزيد من مشاعر الإحباط لديهم.
وفيما يتعلق بحالة الاستعداد، أضاف بعضهم: "الظروف هنا صعبة جدًا والمعنويات منخفضة. الجنود يواجهون صعوبة في فهم الموقف العملياتي، وبالتالي نتصرف بناءً على تقديراتنا الخاصة."
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الجنود الأوكرانيون من تأخير في التواصل بين الوحدات المختلفة، مما يجعل التنسيق بين الهجوم والدفاع أمرًا شبه مستحيل. وأضاف أحد القادة أن: "التأخير في التواصل يجعلنا غير قادرين على تحديد مواقع العدو والرد بشكل مناسب."
من جهة أخرى، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن 3000 جندي من كوريا الشمالية الذين شاركوا في القتال ضد القوات الأوكرانية قد قُتلوا أو أُصيبوا في المعارك، مشيرًا إلى أن القوات الروسية أصبحت أكثر فعالية في التصدي للهجمات بفضل تحسين تكتيكاتها.
أما بالنسبة للخطوط الأمامية في منطقة دونباس، حيث تقترب القوات الروسية من السيطرة على مركز إمداد حيوي، فإن القادة العسكريين الأوكرانيين أصبحوا أكثر صراحة حول احتمالية خسارة الأرض في كورسك.
وقال قائد فصيلة: "أصبحنا الآن نعتقد أن الهدف من هذه المعركة ربما يكون قد فقد قيمته. نحن نخسر أراضٍ ثمينة في الشرق."
وبينما يواصل الجنود الأوكرانيون القتال في كورسك، يبقى التساؤل قائماً: هل تستحق هذه المعركة الثمن الباهظ من الأرواح والخسائر، أم أن أوكرانيا بحاجة للتركيز على جبهات أخرى؟