شهدت الساحة الأوكرانية يوم السبت تصعيداً في تبادل الهجمات بين روسيا وأوكرانيا، وذلك تزامناً مع احتفال كييف بعيد استقلالها الثالث والثلاثين منذ بدء الحرب.
وفقاً للمسؤولين المحليين، قصف الجيش الروسي مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، عاصمة منطقة خيرسون التي تشهد احتلالاً جزئياً، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بينهم طفل.
في الوقت نفسه، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأنها اعترضت ودمرت سبع طائرات مسيرة فوق جنوب أوكرانيا. كما شنت القاذفات الروسية طويلة المدى هجمات على منطقة جزيرة زمييني (الأفعى) باستخدام أربع صواريخ كروز، بينما تعرضت منطقة خيرسون الأوسع لقصف جوي إضافي.
ويقول الجيش الأوكراني أنه استخدم قنابل انزلاقية أمريكية عالية الدقة لضرب منطقة كورسك الروسية، وأنه استعاد بعض الأراضي في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا التي كانت تتعرض لهجوم روسي منذ الربيع.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت سبع طائرات مسيرة خلال الليل. تم إسقاط خمس طائرات مسيرة فوق منطقة فورونيج الجنوبية الغربية، التي تحد أوكرانيا، مما أدى إلى إصابة شخصين، وفقاً لما ذكره الحاكم الإقليمي ألكسندر غوسيف.
كما نشرت قناة "أسترا" الإخبارية مقاطع فيديو تظهر انفجارات في مستودع للذخيرة بعد تعرضه لطائرة مسيرة، ولكن لم يتم التحقق من صحة هذه الفيديوهات بشكل مستقل.
في منطقة بيلغورود، أصيب شخصان جراء هجوم بطائرة مسيرة، بينما لم ترد تقارير عن إصابات في منطقة بريانسك، حيث تم اعتراض الطائرة المسيرة الخامسة. في منطقة كورسك، حيث نفذت القوات الأوكرانية هجومها المفاجئ قبل أسبوعين، قال الحاكم الإقليمي أليكسي سميرنوف إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت ثلاثة صواريخ خلال الليل وأربعة أخرى صباح السبت. كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرتين مسيرتين أخريين، واحدة فوق منطقة كورسك والأخرى فوق منطقة بريانسك.
في ظل هذه التطورات العسكرية، يحتفل الأوكرانيون بعيد استقلالهم بطريقة مميزة، حيث تم تأجيل الاحتفالات وتكريس اليوم لتكريم المدنيين والجنود الذين فقدوا حياتهم في الحرب.
وفي تطور دبلوماسي، وصل الرئيس البولندي أندريه دودا إلى كييف بالقطار صباح السبت، في رسالة دعم رمزية لأوكرانيا. أظهرت الفيديوهات التي نشرتها مكتبه استقبال المسؤولين الأوكرانيين له، وتقديم احترامه في مراسم عند جدار الذكرى للقتلى الأوكرانيين. تعد هذه الزيارة الخامسة لدودا إلى كييف منذ فبراير 2022، وهي تعكس استمرار دعم بولندا لأوكرانيا في ظل استمرار الحرب.
لعبت بولندا، التي تقع غرب أوكرانيا، دوراً مهماً في دعم أوكرانيا، من خلال تقديم الأسلحة مركزاً للأسلحة الغربية المتجهة إلى أوكرانيا. كما استضافت العديد من اللاجئين الأوكرانيين بعد ألمانيا.
بالرغم من دعم بولندا لأوكرانيا، إلا أن النزاع التجاري حول الحبوب الأوكرانية الذي أثر سلبًا على العلاقات بين البلدين العام الماضي، وأيضًا الأحقاد التاريخية، قد يؤديان إلى مشاعر سلبية بين بعض البولنديين. هذا يشمل بشكل خاص أولئك الذين يتذكرون المجازر التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون خلال الحرب العالمية الثانية.