أمريكا تسعى للحد من المعادن الثقيلة بأغذية الأطفال

منذ 6 أشهر 101

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قدّم المشرعون الأمريكيون مشروع قانون يهدف إلى الحد من كمية المعادن الثقيلة الموجودة في أغذية الأطفال من خلال تشديد التنظيم والإنفاذ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ويمكن أن تكون المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والزرنيخ، والكادميوم، والزئبق سامة للجميع، ولكن التعرض لها يشكل خطورة بشكل خاص على الرضع والأطفال الصغار.

ويمكن للسموم العصبية أن تلحق الضرر الدائم بالأدمغة النامية، ما قد يسبب مشاكل فكرية وسلوكية طويلة الأمد.

وتناولت تقارير متعددة خلال السنوات الأخيرة تفاصيل تتعلق بمستويات هذه الملوثات في الأطعمة المصنعة للأطفال الرضع والصغار.

وذكر تقرير صدر عام 2019 عن مجموعة المناصرة Healthy Babies Bright Futures أن نسبة 95% من أغذية الأطفال من كبرى الشركات المصنّعة تحتوي على الرصاص، وأن ربع الأطعمة تحتوي على جميع المعادن الثقيلة الأربعة.

وفي عام 2021، وجد تحقيق أجرته اللجنة الفرعية المعنية بالسياسة الاقتصادية والاستهلاكية بمجلس النواب الأمريكي أن مستويات المعادن الثقيلة في أغذية الأطفال كانت أعلى بكثير من الحدود المحددة لمياه الشرب المعبأة.

ومع ذلك، فقد وضعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حدودًا للمعادن الثقيلة في نوعين فقط من أغذية الأطفال، وهما حبوب الأرز للأطفال والعصير. 

وكانت المعايير المحددة لحبوب الأرز في عام 2020، التي تقتضي بالحد من الزرنيخ غير العضوي إلى 100 جزء في المليار، أعلى بعشر مرات من المعايير المحددة للمياه المعبأة.

وأصدرت الوكالة الفيدرالية مسودة توجيهات من شأنها أن تحد من كمية الرصاص المسموح بها في العديد من أغذية الأطفال الشائعة في أوائل العام الماضي ولكنها لم تضع أي حدود إضافية رسميًا.

وسيوجّه قانون سلامة أغذية الأطفال لعام 2024 إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتطوير الحدود القصوى المسموح بها للمعادن الثقيلة السامة الموجودة في أغذية الأطفال على نطاق أوسع. وسيضع معايير لاختبار المنتجات الغذائية النهائية ويسمح لإدارة الغذاء والدواء بمراقبة هذه المعايير من خلال الوصول إلى سجلات موردي المواد الغذائية والمصنعين.

إضافة إلى ذلك، من شأن القانون أن يعزز سلطة إدارة الغذاء والدواء في فرض الحدود التي تضعها، ما يسمح للوكالة بإلزام الشركات بسحب المنتجات الغذائية التي لا تستوفي المعايير، بدلا من عمليات السحب الطوعية.

وقالت السناتور إيمي كلوبوشار، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا، في بيان حول مشروع القانون الذي تقوده: "سيعزز هذا التشريع معايير سلامة الأغذية، ويتطلب المزيد من الاختبارات الكاملة من قبل الشركات المصنعة لمنع المعادن الثقيلة من تسميم أطفالنا".

وخلال جلسة استماع للجنة الفرعية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، طلب مفوض إدارة الغذاء والدواء الدكتور روبرت كاليف من الكونجرس المزيد من السلطة للإشراف على مصنعي المواد الغذائية باستخدام نموذج مشابه لكيفية الإشراف على مصنعي الأدوية - وهو طلب يتوافق بشكل وثيق مع التشريع المقترح حديثًا.

وتسعى إدارة الغذاء والدواء أيضًا إلى الحصول على سلطة جديدة لمطالبة الشركات المصنعة بالإبلاغ عن التلوث الذي تجده في الأطعمة المهمة، مثل حليب الأطفال أو الأطعمة الطبية، وإجراء مراقبة متكررة على المرافق.

في عام 2021، قدمت المجموعة ذاتها من المشرعين الذين رعوا مشروع القانون الجديد تشريعات مماثلة لتقليل المعادن الثقيلة السامة في أغذية الأطفال، ولكن لم يكن لديها ما يكفي من الدعم للمضي قدما.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أصيب مئات الأطفال في جميع أنحاء أمريكا  بالمرض بسبب عصير التفاح الذي يحتوي على مستويات مرتفعة من الرصاص والكروم، دعوا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى استخدام سلطة برنامج الأغذية البشرية الجديد التابع للوكالة لمعالجة هذه المشكلة.

ويوضح الخبراء أن الطريقة الأساسية التي تدخل بها المعادن السامة إلى الأطعمة التي نتناولها هي من خلال التربة التي تزرع فيها الأطعمة.

وقال سكوت فابر، نائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية لمجموعة العمل البيئي، وهي منظمة غير ربحية للدفاع عن البيئة والمستهلكين: "عندما تزرع نباتًا، فإن النبات سيمتص المعادن من خلال جذوره إلى داخل النبات، وهذا هو النبأ السيئ".

وتابع: "أما النبأ السار هو أنه من السهل تجنب المعادن السامة عن طريق اختيار المكان الذي تزرع فيه".

ولفت فابر إلى أن تطبيق الحدود الموصى بها أثبت نجاحا، إذ انخفضت مستويات الزرنيخ في حبوب الأطفال إلى النصف بعد أن أصدرت إدارة الغذاء والدواء الحدود الموصى بها، وفقًا لتحليل بيانات من دراسة النظام الغذائي الشامل التابعة للوكالة.

وفي عام 2021، أطلقت إدارة الغذاء والدواء مبادرة "أقرب إلى الصفر"، وهي استراتيجية طويلة المدى لتقليل تعرّض الأطفال للرصاص، والزرنيخ، والكادميوم، والزئبق في الأطعمة.

تهدف المبادرة إلى إبقاء التعرّض الغذائي للملوثات البيئية عند أدنى مستوى ممكن، مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى الأطعمة المغذية.

قالت بايج ويبل جليدين، مديرة الاتصالات في منظمة Healthy Babies Bright Futures، برسالة عبر البريد الإلكتروني إن "الإجراءات الحكومية لحماية الأطفال من المعادن الثقيلة السامة الموجودة في طعامهم قد طال انتظارها. وفي كل يوم يمر، يبدأ نحو 10 آلاف طفل إضافي في الولايات المتحدة بتناول الأطعمة الصلبة". 

وأضافت:"يجب على إدارة الغذاء والدواء اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الجيل القادم من الأطفال".