أطباء ينتزعون الخوف من قلوب الأطفال بالكشف عن الدمى المحبّبة لهم

منذ 1 سنة 122

"إنه حزين ويعاني من آلام في الرأس ولم يعد يأكل شيئاً"، هكذا تشرح طفلة فرنسية في الروضة ما تعانيه لعبتها لطالبة طب في ستراسبورغ، شرق فرنسأ. بينما تستمع الطالبة بتأن قبل أن تشخّص مرض الدمية وتصف لها الدواء المناسب.

هذا الصباح، في حضانة (شنغور) Schongauer، يتم الكشف على الألعاب كي يعتاد الأطفال على رؤية الأطباء ولا يشعروا بالقلق إذا اضطروا لزيارة المستشفى.

وتقول لولا روف، وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية الطب: "في أغلب الأحيان، حين يصل الأطفال إلى المستشفى للمرة الأولى، يكونون في غاية الارتباك، وهدفنا أن نريهم كيف تسير الأمور، حتى لا يشعروا بالخوف عندما يرون المعاطف البيضاء للمرة الأولى".

وتضيف "إذا نجحنا في إعطائهم إنطباعاً أول جيداً، فهذا كاف بالنسبة لنا".

وهكذا ينتظر الأطفال موعد الطبيب، وفي أيديهم لعبتهم المحببة التي تشكو من كسور في الساقين، صداع، آلام في المعدة، جروح .. فقائمة مخاوفهم طويلة.

وتسأل لولا روف أحد الأطفال: "أنا لولا متخصصة في دمى تيدي بير، لماذا تأتي دميتك لرؤية الطبيب اليوم؟" ويشير يوسف (خمس سنوات) إلى مخلب بقرته المحشوة التي تسمى "بوج" قائلاً: "هذا يؤلمها".

وعند ذلك، تتوجه البقرة إلى اختبارات دم وتصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد مما إذا كانت تعاني من التواء أو كسر في الساق، ولاحقاً يظهر الكسر على الصورة الشعاعية.

ويخصّص حوالي أربعين طالباً في الطب والصيدلة وطب الأسنان وطب العظام والتمريض أربعة أيام في الصباح لشرح تخصصهم لهؤلاء الأطفال، كما يعطونهم بعض الدروس في علم التشريح باستخدام دب عملاق منزوع الأحشاء تخرج منه نقانق طويلة، ويشرحون لهم أنها تسمّى أمعاء.

ويُعد هذا الدخول إلى عالم الطب كذلك فرصة لمراجعة حركات النظافة الأساسية مثل غسل اليدين وفرش الأسنان، وبالنسبة إلى معلمة الروضة روزلين، فهذه تذكيرات مفيدة للغاية: "إذ يفتقر الأطفال إلى قواعد النظافة"، كما تلاحظ.

ولا يحتفظ الأطفال بذكريات لطيفة عن زيارتهم الطبيب، كما تشرح صفية البالغة من العمر 5 سنوات: "لقد تلقيت لقاحاً وكان الأمر مخيفاً بعض الشيء"

لذلك يمثّل هذا اللقاء مع الأطفال تدريباً لأطباء المستقبل كذلك، كما توضّح لولا روف: "الطفل ليس كغيره من المرضى، لا نستطيع أن نتحدث إليه كما نتحدث مع الكبار، يجب علينا استخدام مفردات خاصة".

وتتابع قائلة: "أحياناً نكون في مواجهة أطفال يلزمون الصمت كثيرا، لا يعبّرون عن أنفسهم بشكل كاف ويرتعبون حين يروننا قادمين، إنه تحدّ كبير بالنسبة إلينا أن نراهم يتحدثون بحرية ويبتهجون حين يروننا".