دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- روّجت حسابات مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، يقدم رواية مزعومة لـ"أسيرة أمريكية استخدمت جمالها لتنفيذ مهمتها السرية" المتمثلة في إغراء "عناصر المقاومة" في قطاع غزة.
ظهرت فتاة خلال الفيديو باعتبارها "أسيرة أمريكية" تروي قصة إرسالها في "مهمة حساسة وخطيرة... إلى منطقة النزاع بهدف جمع معلومات بالغة الأهمية".
زعم الفيديو أنه يكشف "تفاصيل تُعرض لأول مرة عن العمليات السرية التي يتم تنفيذها في ساحات القتال"، كما في غزة.
![لقطة شاشة للفيديو المُضلل المنشور في قناة "رؤية" عبر يوتيوب](https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1097,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/02/08/images/289645.jpg)
وجاء نشر المقطع وسط سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي. بموجب الاتفاق، يتم الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
أين ظهر الفيديو للمرة الأولى؟
في الساعة 06:52 (بتوقيت غرينتش) من مساء 5 فبراير/شباط، نشرت قناة في موقع يوتيوب، اسمها "رؤية"، المقطع المتداول، ومدته 11:34 دقيقة.
![لقطة شاشة تعرض توقيت وتاريخ نشر الفيديو المضلل](https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_903,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/02/08/images/289650.jpg)
وسبق أن حقق موقع CNN بالعربية في نشاط القناة، التي لديها أكثر من مليون مشترك منذ إنشائها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
وتعتمد قناة "رؤية" بصورة أساسية على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج مقاطع فيديو مٌضللة. واشترك في القناة 80 ألف مشترك على الأقل خلال آخر 30 يومًا فقط.
وتستغل القناة الأحداث الكبيرة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، لصياغة روايات مٌضللة تقوم بترويجها باعتبارها حقيقية للحصول على ملايين المشاهدات، التي تدر أرباحًا مالية.
وبحسب موقع Social Blade، تحقق القناة أرباحًا تترواح ما بين 27 ألف دولار إلى 43,3 ألف دولار دولار شهريًا.
وبالنسبة للفيديو الرائج، أظهر تحقق موقع CNN بالعربية أن القائمين على القناة استعانوا بتقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج مادة صوتية باعتبارها ترجمة لما تقوله "الأسيرة الأمريكية" المزعومة.
أما مشاهد "الأسيرة"، التي ظهرت في هيئة فتاة جالسة على أريكة وهي تحكي روايتها عن "مهمتها السرية" في غزة، فكانت عبارة عن نموذج دعائي أنتجته شركة "HeyGen" للذكاء الاصطناعي، ومقرها لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
وتقدم الشركة خدماتها في مجال رواية القصص المصورة والترجمة الفورية المتقدمة المستندة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي. وسبق أن اُستخدمت نفس المشاهد في مواضع وسياقات ولغات مختلفة حول العالم.
في حسابه عبر منصة إكس، نشر مؤسس الشركة، واين لي، المقطع المأخوذ منه الفيديو المتداول، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي قبل التوصل إلى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في غزة بحوالي 3 أشهر.
وحصد الفيديو المنشور بسياق مٌضلل منذ نشره حوالي 3 ملايين مشاهدة في قناة "رؤية"، قبل عبوره إلى منصات اجتماعية أخرى، مثل موقع إكس، ليحقق أرقامًا مماثلة.
على سبيل المثال، حققت نسخة واحدة من المقطع المٌضلل ما يزيد عن مليون مشاهدة عبر حساب، اسمه موسكو نيوز (M0SC0W0@)، الذي عادة ما تكون بعض منشوراته مٌضللة. وأجرى تعديلا طفيفًا لتكون "مجندة إسرائيلية" بدلا من "أسيرة أمريكية".