أسرت قلوب العالم بسياستها ولم يعد لديها ما يكفي من الطاقة.. ماذا تركت جاسيندا أرديرن للنيوزيلنديين؟

منذ 1 سنة 199

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 19/01/2023 - 22:43

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أثناء حديثها في الحديقة النباتية في سان فرانسيسكو، خلال زيارة للولايات المتحدة. الجمعة 27 مايو/أيار 2022.

رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أثناء حديثها في الحديقة النباتية في سان فرانسيسكو، خلال زيارة للولايات المتحدة. الجمعة 27 مايو/أيار 2022.   -   حقوق النشر  AP Photo

وضعت جاسيندا أرديرن، نيوزيلندا الصغيرة، على الخريطة، في السنوات الخمس التي قضتها كرئيسة للوزراء، وأصبحت رمزًا عالميًا للسياسات ذات الميول اليسارية وللنساء في القيادة، وحتى في ظل قيود كوفيد-19.

أعلنت أرديرن، البالغة من العمر 41 عامًا، التي لفتت الانتباه بإحضار طفلها إلى اجتماع للأمم المتحدة، وارتداء الحجاب بعد مذبحة استهدفت المسلمين في مسجدين، وبطريقة دراماتيكية مماثلة، يوم الخميس، عزمها التنحي في غضون أقل من ثلاثة أسابيع، قائلة إنها قد فعلت ذلك لأنه لم يعد لديها الطاقة الكافية للإستمرار في منصبها.

بفضل شخصيتها الجذابة وطريقتها في التحدث بشفافية وإيجابية في الشدائد، تمكنت رئيسة وزراء نيوزيلندا من الصعود إلى السلطة في عام 2017، والعودة بفوز كبير في العام 2020، لتكون مستهلا لأول حكومة ذات ميول يسارية بحتة في نيوزيلندا منذ عقود.

تميزت قيادتها بأحداث غير مسبوقة للجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين: مذبحة عام 2019 التي راح ضحيتها 51 من المصلين المسلمين في كرايستشيرش، على يد متعصب أبيض، وثوران بركان وايت آيلاند، وفي العام التالي، تفشى وباء كورونا.

تلقت أرديرن إشادة عالمية بطريقة ردها على هجمات كرايستشيرش، التي وصفتها بالإرهاب. وقابلت الجالية المسلمة وهي ترتدي الحجاب، وقالت لهم إن نيوزيلندا "متحدة في الحزن".

وفرضت حظرا على الأسلحة النارية شبه الآلية، وغيرها من القيود على الأسلحة في غضون أسابيع من المجزرة، في تناقض صارخ مع الولايات المتحدة، حيث يكافح المشرعون والنشطاء لحد الآن للتصدي للعنف المسلح، على الرغم من عمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة.

أطلقت حملة عالمية لإنهاء الكراهية عبر الإنترنت، وتعرضت شخصيا  للتنمر في الشبكة العنكبوتية من المتطرفين اليمينيين .

تصدرت أرديرن عناوين الصحف العالمية في العام 2020، بعد افتتاحها للبرلمان الأكثر تنوعا في تاريخ نيوزيلندا، حيث شكلت النساء أكثر من نصف نوابه كما تضمن عددا كبيرا من البرلمانيين الماوريين الأصليين.

عندما إنتشر فيروس كوفيد-19، كانت من بين القادة الأوائل الذين أغلقوا الحدود، واتبعوا استراتيجية عدم التسامح المطلق، التي أبقت النيوزيلنديين في مأمن من الفيروس، وحافظت على معدلات الوفيات أقل بكثير من معدلات الدول المتقدمة الأخرى.

لكن لم يكن الجميع سعداء بالتدابير الصارمة التي فرضتها للحد من تفشي الوباء، وقررت إغلاق البلاد حتى لو اكتشفت حالة إصابة واحدة فقط.

في الوقت الذي كانت فيه شعبيتها تشهد إرتفاعا متزايدا على المستوى الدولي، واجهت أردرين في الداخل رياحًا سياسية معاكسة متزايدة، وظلت تكافح لإثبات أن قيادتها تمتد إلى ما هو أبعد من إدارة الأزمات وتقديم الدعم المعنوي للشعب.

انخفضت شعبيتها في الأشهر الأخيرة بسبب تفاقم أزمة الإسكان، وإرتفاع تكاليف المعيشة، والمخاوف المتزايدة بشأن معدل الجريمة. ومع ذلك، ظلت أكثر شعبية من منافسيها.

ويرى عارفون أن القشة التي قصمت ظهر البعير في انخفاض شعبيتها الحاد هو برامج الإسكان لدوي الدخل المحدود الذي تعثر بشكل كبير، بسبب الأخطاء الفادحة التي إرتكبها المشرفون عليه. وفيما يتعلق بالتدابير المتخدة للحد من أزمة المناخ، والتي وصفتها أرديرن بأنها "لحظة تخلي جيلي عن الأسلحة النووية"، كان التقدم طفيفا للغاية.

أرديرن دخلت التاريخ بعد ظهورها على الساحة العالمية في عام 2017، عندما أصبحت أصغر رئيسة للحكومة في العالم عن عمر يناهز 37 عامًا.