في الأشهر الأخيرة، بدأت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل، في نشر أجزاء من مذكرات والدها التي كتبها بخط يده أثناء وجوده في السجن الأمريكي، قبيل تنفيذ حكم الإعدام في عام 2006.
وتعكس هذه المذكرات اللحظات الأخيرة من حياة صدام حسين قبل أن يواجه مصيره. وفي هذا السياق، كشفت رغد عن مواقف مهمة في تلك الفترة التي تلقي الضوء على شخصيته وتصرفاته في الساعات الأخيرة من حياته.
ومن بين أبرز ما نشرته رغد، تلك اللحظة التي كان فيها والدها قد رفض تناول المهدئات التي عرضها عليه الأطباء بعد صدور حكم الإعدام. كانت تلك اللحظة تعبيرًا قويًا عن استعداده لمواجهة مصيره بشجاعة حيث قال صدام حسين في تلك اللحظة: "الجبل لا يحتاج إلى هذه الأمور"، وهو ما يعكس عزيمته وصلابته أمام الموت.
وفي مذكراته، يروي صدام حسين أيضًا تجربته مع محاكمة الإعدام، وتحديدًا في تشرين الثاني/نوفمبر 2006. في هذا الوقت، كان قد رفض العديد من المحاولات الدولية التي كانت تهدف إلى تأجيل تنفيذ الحكم. كان قد أُعلن عن تصديق حكم الإعدام في 26 كانون الاول/ ديسمبر 2006، حيث حُددت فترة 30 يومًا لتنفيذه. خلال هذه الفترة، كانت رغد صدام حسين على تواصل مع بعض الشخصيات السياسية، بما في ذلك المستشار المصري السابق حسام شلتوت، الذي اقترح مخاطبة بابا الفاتيكان في محاولة لتأجيل الحكم، إلا أن صدام حسين رفض ذلك بشكل قاطع.
إلى جانب هذه المواقف الشخصية، نشرت رغد صدام حسين العديد من القصائد الشعرية التي كتبها والدها في تلك الفترة. تعكس هذه القصائد تأملات صدام حول العدالة، والحق، والموت. في إحدى القصائد، قال: "إذا كنت لا تحب، فأنت جاهل، لأن حب الروح سهل وبسيط"، مما يظهر جانبه الفلسفي واهتمامه العميق بالمفاهيم الإنسانية الكبرى.
إن نشر هذه المذكرات من قبل رغد يثير الكثير من التساؤلات حول إرث صدام حسين، الذي ظل محط جدل كبير بعد إعدامه. ويبدو أن رغد تسعى من خلال هذه المذكرات إلى الحفاظ على ذاكرة والدها، ومشاركة رؤيته الشخصية التي كانت محجوبة عن الأعين لعقود من الزمن.
وبينما يتذكر الكثيرون صدام حسين كزعيم دكتاتوري مسؤول عن ممارسات قاسية ضد الشعب العراقي، تأتي هذه المذكرات لتكشف جانبًا آخر من شخصيته، يبرز فيه الإصرار على مواجهة المصير بكل شجاعة وحكمة، في لحظاته الأخيرة قبل إعدامهن، كان جبلا لا يهتز.