قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده فرضت حظرا تجاريا على إسرائيل لأنها لم تعد قادرة على "الوقوف متفرجة" على العنف في غزة.
وأعلنت تركيا يوم الخميس، أنها علقت جميع الواردات والصادرات إلى إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة.
وقال أردوغان، إن الحظر سيظل قائما حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتسمح الحكومة الإسرائيلية لجميع المساعدات الإنسانية بالوصول إلى غزة دون عوائق.
وقال أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة في اسطنبول "حتى الآن قتلت إسرائيل ما بين 40 إلى 45 ألف فلسطيني دون رحمة. وكمسلم، لا يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد هذا يحدث".
وأكد الرئيس التركي أن "إسرائيل ترتكب جريمة كبرى بحق المدنيين في غزة"، داعيا إلى "الضغط على نتنياهو لوقف الحرب".
واعتبر أردوغان، أن "نتنياهو عديم الرحمة وهذا ما أظهره تجاه الأطفال والنساء والشيوخ و لا يمكن القبول بممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية".
قرار أنقرة، أثار استياء تل أبيب، التي أعلنت عبر وزارة خارجيتها الجمعة، أنها "تبحث فرض عقوبات على تركيا بسبب خرقها للاتفاقيات التجارية بين البلدين".
ولفتت الوزارة إلى أنها قررت "تقليص العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسلطة الفلسطينية وقطاع غزة".
وواجه الرئيس التركي ضغوطا شديدة لوقف العلاقات التجارية مع إسرائيل وخسر بعض الأصوات في الانتخابات المحلية في مارس/آذار لصالح حزب إسلامي صغير انتقد استمرار علاقات تركيا التجارية مع إسرائيل.
وقال الرئيس التركي: "أغلقنا باب التجارة مع إسرائيل واعتبرنا حجم التجارة الثنائي البالغ 9.5 مليارات دولار "غير موجود".
خطوات حاسمة
تحت ضغوط سياسية كبيرة، وجد الزعيم التركي نفسه مضطرًا لاتخاذ خطوات حاسمة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية مع إسرائيل، وذلك بسبب موقفه المنتقد للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وفي تصريحاته، ألمح أردوغان إلى دعم الغرب لإسرائيل، واتهم الولايات المتحدة وأطرافًا أخرى بالتآمر لصالح إسرائيل، مما يؤدي إلى تقديم الفلسطينيين ضحية للقنابل الإسرائيلية دون رحمة، وفق تعبيره.
تركيا مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني
وفيما يتعلق بالدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الأربعاء، أن بلاده قررت الانضمام إلى هذه الدعوى.
وفي نفس السياق، أشار فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي، في أنقرة، إلى أنه بعد استكمال الجوانب القانونية للعملية، ستقدم تركيا إعلان الانضمام الرسمي أمام محكمة العدل الدولية، وذلك تنفيذاً للقرار السياسي. وأضاف فيدان أن تركيا مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني في جميع الظروف.
وفي يناير الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا يطلب من إسرائيل الامتناع عن أي أعمال قد تشكل انتهاكًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وضمان عدم ارتكاب قواتها أفعال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وذلك عقب اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.