ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، بـ "نفاق قادة الغرب تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة"، منتقدا ازدواجية المعايير في التعامل مع معاداة السامية حيث لم يخرج صاحب قلب شجاع ليقول لإسرائيل "كفى"، وفق تعبيره.
جاء ذلك عقب كلمة له خلال استقباله المشاركين بورشة عمل لتدريب وتعزيز إمكانيات الاتحاد الدولي للديمقراطيين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأعلنت وسائل إعلام تركية الخميس، أن أنقرة ستعلق جميع الصادرات والواردات ومعاملاتها التجارية من وإلى إسرائيل اعتبارا من اليوم.
قرار، أثار استياء تل أبيب، التي أكدت على لسان وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، أن "أردوغان يخرق الاتفاقيات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية".
وقال كاتس في تغريدة نشرها على منصة "إكس": "هكذا يتصرف الديكتاتور، متجاهلاً مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال، ومتجاهلاً اتفاقيات التجارة الدولية. لقد وجهت تعليمات بالتعامل الفوري مع كافة الأطراف المعنية بالحكومة لإيجاد بدائل للتجارة مع تركيا".
معاداة السامية
وقال الرئيس التركي، الخميس، إن "الحساسية تجاه معاداة السامية لا يتم إظهارها للأسف إزاء الهجمات الناجمة عن معاداة الإسلام والعنصرية".
وأضاف أن "إرهاب النازيين الجدد الذي يتغذى على كراهية الأتراك والمسلمين وصل لمستويات تهدد حياة مواطنينا وأمنهم وممتلكاتهم".
وتابع الرئيس التركي قائلا، أنه "ليس من الصدفة أن تتصاعد الحملات التي تستهدفني أنا وبلدي فهي تهدف لإسكاتنا"، قائلا "أذكّر من يستهدفني وبلدي بأنه لا يمكنهم تحقيق مرادهم من خلال وصم تركيا بمعاداة السامية".
وأكد أردوغان أنه "مثلما نعارض كافة أشكال معاداة الإسلام والأجانب والعنصرية الثقافية، فإننا نرفض بالمثل معاداة السامية".
وأفاد الرئيس بأن "من يتشدقون بحقوق الإنسان في كل مكان اكتفوا بمشاهدة مقتل 35 ألف فلسطيني بينهم 15 ألف طفل".
ولفت أردوغان أيضا إلى زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتق الاتحاد الدولي للديمقراطيين مع تصاعد وتيرة معاداة الإسلام والعنصرية ومخاطر أخرى في أوروبا.
حضر المظاهرات المؤيدة لفلسطين
وفيما يتعلق بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين، علق أردوغان مستغربا من قيام بعض الدول التي تدافع عن حق وحرية التظاهر، بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين في شوارعها.
وأشار إلى أن "الطلاب والأكاديميين ذوي الضمير الحي ومنهم اليهود المناهضون للصهيونية، تظاهروا في بعض الجامعات الأمريكية المرموقة رفضاً للمجازر الإسرائيلية في غزة".
وتابع قائلا: "هؤلاء الناس يتعرضون للعنف والقمع وحتى التعذيب لأنهم يقولون: أوقفوا المجازر في غزة. يتم طرد رؤساء الجامعات والأساتذة لمجرد أنهم يدعمون فلسطين".
وأكد أن "أولئك الذين يتحدثون عن حرية الصحافة لم يتفوّهوا بجملة واحدة حيال مقتل أكثر من 140 صحفيا بالهجمات الإسرائيلية على غزة".
ولفت إلى أن كل ما يؤثر على مصالح إسرائيل يعدّ بمثابة معاداة للديمقراطية وللسامية في نظر بعض البلدان الغربية.
وأشار أردوغان إلى أن الإدارة الإسرائيلية الحالية بمواقفها العدوانية، تلحق أكبر ضرر بأمن شعوب المنطقة، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود والمجتمعات الأخرى.
واستطرد: "نريد منطقة تعيش فيها جميع الأديان، بما في ذلك المسلمون والمسيحيون واليهود، في سلام وهدوء، كما كان الحال في زمن أجدادنا".
وأكد الرئيس التركي أننا "نهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقف إراقة الدماء، ومن ثم فتح الطريق أمام حل الدولتين على أساس حدود عام 1967".