في عالم التكنولوجيا المتسارع، تقف شركة جوجل على حافة ثورة جديدة في مجال الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي. مع إطلاق سلسلة هواتف بيكسل 9 مؤخراً، قدمت الشركة مجموعة من الأدوات المبتكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء وتحرير الصور. لكن هذه الأدوات، رغم إبداعها، أثارت مخاوف جدية حول إمكانية إساءة استخدامها وتأثيرها على مصداقية الصور في هذا العصر الرقمي.
Pixel Studio أداة إنشاء الصور المثيرة للجدل
تعد ميزة Pixel Studio من أبرز الإضافات الجديدة لهواتف بيكسل 9. هذا التطبيق، المصمم لإنشاء الملصقات والصور باستخدام الأوامر النصية، يشبه إلى حد كبير ميزة Image Playground التي تخطط آبل لإطلاقها في iOS 18. ومع ذلك، فإن قدرات Pixel Studio تتجاوز مجرد إنشاء صور لطيفة للقطط والأرانب والمباني.
إمكانيات مثيرة للقلق
لقد تمكن المراجعون من إنشاء مجموعة واسعة من الصور المثيرة للجدل باستخدام Pixel Studio. على سبيل المثال:
◉ نسخة نازية من شخصية سبونج بوب.
◉ صور لشخصية إلمو وهو يحمل بندقية AK47.
◉ شخصيات كرتونية مشهورة في مواقف غير لائقة وتتضمن المخدرات والكحول.
◉ صور لمواقف عنيفة مثل إطلاق النار في المدارس.
ورغم أن Pixel Studio لا ينشئ هذه الأنواع من الصور تلقائياً، إلا أن القدرة على إنتاجها بسهولة عند الطلب تثير مخاوف جدية حول إمكانية إساءة استخدام هذه التقنية.
في هذا الفيديو الإعلاني نرى جوجل تشجع على إنشاء صور للسخرية من اصدقائك.
استجابة جوجل للانتقادات
في محاولة للتصدي لهذه المخاوف، صرحت جوجل بأنها وضعت “فحوصات أمان” لمنع استخدام Pixel Studio “بشكل ضار”. وتشمل هذه الإجراءات:
◉ منع إنشاء صور لأشخاص حقيقيين.
◉ تعديل الذكاء الاصطناعي استجابة للمراجعات والانتقادات.
◉ حظر إنشاء صور لشخصيات كرتونية تستخدم المخدرات أو ترتدي زي الجنود الألمان.
أداة “Reimagine” تحرير الصور بواقعية مذهلة
إلى جانب تطبيق Pixel Studio، قدمت جوجل أداة “Reimagine” التي تتيح للمستخدمين إضافة عناصر إلى الصور الموجودة بالفعل. هذه الأداة، التي تعتبر أكثر إثارة للقلق من Pixel Studio، وتمتاز بقدرتها على:
◉ إضافة عناصر واقعية للغاية إلى الصور، مثل الجثث والقنابل والمخدرات والكوارث والحوادث.
◉ مطابقة الإضاءة والمنظور بدقة مع الصورة الأصلية.
◉ إنتاج صور معدلة يصعب تمييزها عن الصور الحقيقية.
انظر إلى الصورة في الأعلى، على اليسار الصورة الحقيقية الأصلية وعلى اليمين الصورة المعدلة بأداة Reimagine المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويتعدى الأمر أكثر من ذلك فبإمكانك أن تضع مخدرات وخمر بجانب شخص يثق فيه الناس أو عالم موثوق لتثير بذلك فتناً كقطع الليل المظلم.
إن واقعية الصور المعدلة باستخدام “Reimagine” تثير مخاوف جدية حول مصداقية الصور على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. رغم أن جوجل تضيف علامة بيانات وصفية للصور المعدلة، إلا أنه يمكن إزالتها بسهولة عن طريق التقاط لقطة شاشة.
الجانب الإيجابي: إمكانيات إبداعية هائلة
رغم المخاوف المحيطة بهذه الأدوات، من المهم الإشارة إلى إمكانياتها الإيجابية والإبداعية. يمكن استخدام Pixel Studio و Reimagine لإنشاء صور ممتعة وإبداعية، مثل:
◉ إضافة غروب الشمس وقوس قزح إلى الصور.
◉ إنشاء صور لبيتزا الأوريو.
◉ تصوير زرافة وهي تركب الأمواج.
◉ إنشاء صور لقطط صغيرة تلعب كرة السلة.
إن ما يميز أدوات جوجل الجديدة هو سهولة استخدامها وسرعة إنتاج الصور. بينما كان إنشاء صور معقدة أو معدلة يتطلب في السابق مهارات متقدمة في برامج مثل Photoshop ووقتاً طويلاً، أصبح الأمر الآن يتطلب مجرد فكرة وبضع ثوانٍ باستخدام هواتف بيكسل الجديدة.
موقف جوجل وردود الفعل
في بياناتها الرسمية، أكدت جوجل أنها صممت أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لـ “احترام نية مطالبات المستخدم respect the intent of user prompts”، أو احترام قصد مطالبات المستخدم وهذ يعني فهم جوهر ما يريده وتقديم استجابة مفيدة، حتى لو لم يكن الطلب قابلاً للتنفيذ حرفياً. ويتطلب ذلك التركيز على الهدف الأساسي للمستخدم، وتقديم حلول بديلة عند الضرورة، مع الحفاظ على روح الطلب الأصلي. هذا النهج يعزز التواصل الفعال ويحسن تجربة المستخدم في التفاعلات مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وهذا قد يؤدي إلى إنشاء محتوى “قد يُسبب الإساءة that may offend” عندما يطلب المستخدم ذلك.
ومع ذلك، تؤكد الشركة وجود “شروط خدمة” تحدد المحتوى غير المسموح به، وأنها ستواصل تحسين هذه الضمانات.
نظرة مستقبلية: تحديات أمام شركات التكنولوجيا
مع اقتراب شركة آبل من إطلاق أدواتها الخاصة لإنشاء الصور، مثل Image Playground و Genmoji، تقدم ردود الفعل على إطلاق بيكسل 9 نظرة ثاقبة على التحديات التي قد تواجهها الشركات في هذا المجال. من المرجح أن يتمكن المستخدمون من إيجاد طرق للتحايل على هذه الضمانات التي تقدمها الشركات لعدم إنشاء تقديم مسيء، مهما كانت صارمة.
الخلاصة: مستقبل غامض للصور الرقمية
مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال إنشاء وتحرير الصور، نحن على أعتاب عصر جديد في التصوير الرقمي. بينما تتجنب آبل حتى الآن إنشاء صور واقعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، تتجه جوجل بقوة نحو هذا الاتجاه.
هذا التطور يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الصور الرقمية ومصداقيتها. كيف سنتمكن من التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة؟ وما هي الآثار الاجتماعية والأخلاقية لهذه التقنيات؟ وكيف يمكن لشركات التكنولوجيا الموازنة بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية؟
في النهاية، يبدو أن الثقة في الصور على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت ستصبح أكثر صعوبة في المستقبل القريب، مما يتطلب وعياً متزايداً من المستخدمين وتطوير أدوات جديدة للتحقق من صحة المحتوى الرقمي.
ما رأيك في تقنيات الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي هذه؟ وكيف يمكن أن تؤثر على مصداقية الصور؟ شاركنا رأيك في التعليقات!
المصدر: