آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأرض المقدسة تثير تفاعلا

منذ 6 أشهر 78

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الإعلامي الإسرائيلي، ايدي كوهين تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي باستشهاده بآيتين من القرآن عن دخول "الأرض المقدسة" فيما رد مغردون طالبين إياه بإكمال الآيات.

جاء ذلك بتدوينة لكوهين على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا) حيث قال: "دخلناها بأمر الله .. ﴿ وَإِذ قالَ موسىٰ لِقَومِهِ ياقَومِ اذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فيكُم أَنبِياءَ وَجَعَلَكُم مُلوكًا وَآتاكُم ما لَم يُؤتِ أَحَدًا مِنَ العالَمينَ* ياقَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدَّسَةَ الَّتى كَتَبَ اللَّهُ لَكُم وَلا تَرتَدّوا عَلىٰ أَدبارِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ﴾ سورة المائدة الآية رقم 20.."

وتابع كوهين قائلا: "ولن نخرج منها ابدا.. ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِى الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ﴾ سورة القصص الآية رقم 5.. هذا قرآنكم يا مسلمين".

وفصّل مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، عبدالعزيز بن باز في تفسير الآيات قائلا وفقا لما هو منشور على موقعه الرسمي: "بنو إسرائيل فُضِّلوا على عالمي زمانهم، وهذه الأمّة فُضلت على الأمم كلِّها؛ لما أعطاها اللهُ من الدِّين والعلم والفضل، وشرف نبيها، وكونه خير رسولٍ أُرسل في الأرض، وكونه أُعطي كتابًا هو أفضل الكتب، وشريعةً هي أفضل الشَّرائع وأكملها، فالواجب عليها أن تشكر نِعم الله، وأن تقوم بالواجب الذي أُسند إليها، من: التعليم، والتَّوجيه، والإرشاد، والدَّعوة، والصَّبر: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2].. قد مضى قدرُ الله وحكمته أنَّ هذه الدنيا دار الابتلاء ودار الامتحان، فمَن نجح فيها سعد غاية السَّعادة، والآخرة دار الجزاء، فالله لحكمةٍ عظيمةٍ ابتلى الناس بالشَّرائع، والأوامر، والنَّواهي، والأمراض، والفقر، والحاجة، وغير ذلك، فمَن صبر واتَّقى، وجاهد نفسَه لله، وعمل بما أمره الله به؛ صارت له السَّعادة والشَّرف والمنزلة العالية يوم القيامة، ومَن تأخّر وتابع الهوى وأخلد إلى الأرض؛ باء بالخيبة والخسارة".

واستطرد: "المقصود من هذا: أنَّ الله -جلَّ وعلا- يُذكّرهم بنعمه التي أنعم بها عليهم: أرسل إليهم الأنبياء، وأوسع لهم في الرزق، فالواجب عليهم البدار بطاعته، والقيام بحقِّه، وهكذا كلّ مَن كان بعدهم يجب أن يشكر نِعم الله، وأن يُبادر إلى طاعته، وأن يستقيم على الهدى؛ حتى تحصل له السَّعادة في العاجل والآجل.. وقد جعل فيهم الأنبياء، وجعلهم ملوكًا، فموسى يُذكّرهم بهذه النِّعَم العظيمة: جعل فيهم أنبياء يُرشدونهم إلى الحقِّ، والنبي يشمل الرسول وغير الرسول، الأنبياء منهم المرسلون، ومنهم غير المرسلين، يُذكِّرونهم بحقِّ الله، وجعلهم ملوكًا، يعني: أعطاهم النِّعَم: البيوت، والزوجات، والخدم".

وتابع: "والإنسان متى رزقه الله البيتَ ليسكنه، والزوجة التي يأوي إليها، والخادم الذي يقوم على حاجته، ويقضي حاجته؛ فهو ملكٌ في المعنى، يتصرَّف تصرُّفًا عظيمًا: تُقضى حاجته، ويأوي إلى سكنٍ، هذه من النِّعَم العظيمة.. فالواجب على مَن رُزق هذه النِّعَم أن يستقيم على الطَّاعة، وأن يُحافظ على .....، وأن يقف عند الحدود، وأن يحذر غضب الله عليه في عدم شكره النِّعَم، فإذا رُزق مع هذا مالًا كثيرًا وأولادًا وغير ذلك صارت النِّعم أعظم.. والمقصود من هذا كلِّه التَّذكير بنِعَم الله، والحثِّ على شكرها: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، والله سبحانه يُملي ولا يغفل: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:183]، فلا ينبغي لعاقلٍ أن يغترَّ بإملاء الله وإنظاره له وهو على معاصيه، وقد أنعم الله عليه، بل الواجب أن يُبادر بالتوبة والإصلاح والعمل الصالح، وأن يشكر نِعم الله عليه، وأن يقف عند حدود الله، يرجو ثوابه، ويخشى عقابه".

وأضاف: "ومن شُكر الله: أن تأمر بالمعروف، وأن تنهى عن المنكر، وأن تُعلّم الجاهل وتنصح، هذا من شُكر النِّعَم: أن تُبلّغ دعوة ربك، وتنصح لعباده، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، ترجو ثوابَ ربك، وتخشى عقابه، هذا شأن الرابحين السُّعداء: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر].. وهذه دار الابتلاء، هذه الدار دار الابتلاء والامتحان، فالله ابتلى بعض الناس ببعضٍ: لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ [محمد:4]، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]، وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168]، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31]، وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]".

وأردف: "فأنت مُبتلًى في هذه الدار بالنِّعَم، وبالسمع، وبالبصر، وبالعقل، وبالجيران، وبالجلساء، وبغيرهم، فلا بدَّ من عملٍ تتخلص به من هذه البلية، تُرضي به ربَّك، وتتقي به ربَّك، وتُؤدِّي به الحقَّ الذي عليك، وترجو به ثوابَ ربك وإحسانه : فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49]، وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فهذا الابتلاء يجب أن يُقابل بالصَّبر والثَّبات، واتِّباع الحقّ، وترك الباطل، في السَّراء والضَّراء، في الشّدة والرَّخاء، نعم".