آلاف السياح الأجانب يلغون حجوزاتهم في فرنسا بسبب أعمال الشغب

منذ 1 سنة 244

تسببت أعمال العنف في فرنسا بالغاء حجوزات من جانب سياح أجانب لا سيما أميركيين، وهم فئة من الزبائن تعتبر مهمة لباريس وفرنسا، كما أعلن مدير مكتب السياحة في باريس جان-فرنسوا ريال.

إذا استمرت أعمال الشغب هذه، فلن يكون الأمر جيدا لصورة فرنسا قبل سنة من الألعاب الأولمبية، بحسب جان فرنسوا ريال الذي يشغل أيضا منصب مدير عام مجموعة "مسافري العالم"، في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

يرى ريال  وجود مخاطر على صورة فرنسا والموسم السياحي الصيفي، ويعتبر خطر فعليا، وذلك "حتى إن هدأت الأمور لأن الكثير من السياح يرتابون من المخاطر"، ويقول: "هي المرة الثانية في ثلاثة أشهر نشهد فيها حوادث خطيرة. سبق أن حصلت أزمة حاويات القمامة التي اندلعت في الربيع خلال المظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد، والتي كان لها أثر كارثي: لقد رأينا خلال تلك الفترة موجة من إلغاء آلاف الحجوزات خصوصا حجوزات الفنادق".

ويضيف لابال قوله: "اليوم في باريس، مع أعمال العنف تم الغاء آلاف الحجوزات. في مطلع تموز/يوليو، اعتقد أنه لدينا ما بين 20 و 25% من الغاء الحجوزات في باريس من الزبائن من الخارج، ولن أفاجأ أن تكون الأرقام نفسها بالنسبة لفرنسا. بالنسبة للزبائن الأميركيين، هناك 15% من إلغاء الحجوزات في باريس، بعدما بدت السياحة في فرنسا كأنها "استفادت" من الحرائق في كندا والاضرابات في الولايات المتحدة".

ويوضح ريال قوله: "في بريتاني وكورسيكا، هناك بالتأكيد عدد أقل من الغاء الحجوزات مما هو في العاصمة ومن الواضح أن ليس كل الأجانب لديهم الحساسية نفسها. لكن هذا لا ينطبق على باريس، حيث وقعت أشد أعمال الشغب وكذلك على مدن كبرى مثل ليون او مرسيليا على سبيل المثال. في الاساس بدأنا بداية جيدة هذا العام لموسم سياحي صيفي جيد جدا في العاصمة. أدت أعمال الشغب في 2005 الى الغاء 30% من الحجوزات. قد يكون الامر على هذا النحو اذا استمرت".

أما عن التخوف بشأن أثر السياحة على كأس العالم للركبي التي تنطلق في أيلول/سبتمبر في فرنسا، وعلى الألعاب الأولمبية خلال سنة، يقول ريال: "لدينا قلق أقل على كأس العالم للرقبي مما هو بالنسبة للالعاب الأولمبية، إلا إذا استمرت أعمال العنف في المدن لفترة طويلة بالطبع. جمهور الرقبي هو من المتحمسين الذين يأتون في غالب الأحيان من أماكن بعيدة، ولن يلغي زيارته بسبب حوادث حزيران/يونيو-تموز/يوليو. كثير منهم من البريطانيين أو النيوزيلنديين والاستراليين ومن جنوب افريقيا. لكن جمهورا أوسع مثل جمهور الألعاب الأولمبية سيكون أكثر قلقا، لأنه ليس متحمسا أو شغوفا، إنها منافسة لجمهور واسع يشمل عائلات وأطفالا، جمهور يقارب مواصفات السياح عموما الذين يأتون لزيارة فرنسا".

وبالنسبة للتخوف بشأن الأميركيين والزبائن الأساسيين لباريس وفرنسا: الذين عادوا للتو إلى أوروبا منذ أزمة كوفيد، قال ريال: "نعم هذا أمر مأسوي. لقد صدرت توصيات للأميركيين بتجنب المجيء إلى فرنسا، هذا أمر خطير. هذا النوع من الحوادث يخيف الزبائن الأميركيين، والأمر نفسه ينطبق على اليابانيين. تاريخيا، هم الزبائن الأكثر حساسية على مسائل الأمن. وغالبا ما يكون الأميركيون أقل اطلاعا من الآخرين، وتختلط عليهم الأمور. كنا نأمل أن ينسى الناس بسرعة، بحيث يرون الصور ثم ينسون. حين بدأت قضية حاويات القمامة في نيسان/أبريل، حصلت موجة إلغاء حجوزات وتوقفت التسجيلات للرحلات الآتية إلى فرنسا. لكن بعد شهر، تبددت تلك المشاعر واستؤنفت الحجوزات. هنا مشكلتنا الكبيرة، تكرار الأمور. بشكل ملموس، حققنا نموا بنسبة 25% من الزبائن الأميركيين في باريس منذ مطلع السنة ما عوّض غياب الصينيين والروس، وكنا نحقق الكثير من الفوائد الاقتصادية عبر الخدمات في الأماكن الراقية. هناك، في القصور لدينا الآن الغاءات".