قتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 2700 شخص في بيروت ومناطق أخرى من لبنان بعد انفجار أجهزة الاستدعاء المحمولة باليد يوم الثلاثاء، وفقًا لتقارير إعلامية ومسؤولين أمنيين.
قال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، إن تفجير أجهزة الاتصال أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بالإضافة إلى إصابة 2750 آخرين.
وأضاف الوزير أن هناك بين 170 و180 حالة إصابة حرجة نتيجة الانفجارات.
من جهته، أفاد عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، علي عمار، بأن نجله كان من بين القتلى في التفجير.
وأوضح وزير الصحة، أن أكثر من 100 مستشفى في لبنان شاركت في تقديم الرعاية الطبية للمصابين في هذا الحادث.
حزب الله: إسرائيل مسؤولة عن الهجوم
وفي بيان له، حمل حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجوم، قائلا في بيان "نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن العدوان الذي طال المدنيين أيضا وأدى لارتقاء عدد من الشهداء بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة بشأن الاعتداء الآثم الذي جرى".
وأضاف في بيانه "العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب".
قالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، القريبة من الحرس الثوري الإيراني، عبر قناتها على تلغرام، إن مجتبى أماني، سفير إيران في لبنان، أصيب بجروح سطحية نتيجة انفجار أجهزة الاتصال وهو الآن تحت المراقبة في المستشفى. وفي الوقت نفسه، أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن أماني تعرض للإصابة جراء نفس الحادث.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حارسين شخصيين للسفير الإيراني في بيروت أصيبا أيضًا في الانفجارات.
إصابات في سوريا أيضا
وأضاف مسؤول في حزب الله، أن بعض مقاتلي الحزب أصيبوا أيضًا في سوريا بسبب انفجار أجهزة الاتصال التي كانوا يحملونها.
في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام سورية، أن 11 عنصراً من حزب الله بريف دمشق أصيبوا بجروح حرجة جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية.
في بيان أولي، لم يحمل حزب الله إسرائيل مسؤولية الانفجارات التي وقعت في حوالي الساعة 03:30 من بعد ظهر الثلاثاء. وأوضح الحزب أن الحادث شمل انفجار عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بيجر"، والتي كانت بحوزة العديد من العاملين في وحدات الحزب المختلفة.
وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من جميع العاملين الصحيين التوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم لتقديم العلاج الطارئ للجرحى. كما طلب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من وزير الصحة مغادرة جلسة مجلس الوزراء واستنفار جميع أجهزة الوزارة لمتابعة معالجة الجرحى في المستشفيات.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادر مطلعة، إن أجهزة الاتصال المستهدفة في لبنان كانت جزءا من شحنة جديدة تسلمها حزب الله مؤخرا. وأشارت المصادر القريبة من الحزب إلى أن بعض الأشخاص شعروا بارتفاع حرارة الأجهزة وتخلصوا منها قبل انفجارها.
وفي وقت لاحق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن مستشار الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذف تغريدة له على منصة "إكس" كانت تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات في بيروت بعد دقائق من نشرها.
وطلب مكتب نتنياهو من جميع وزرائه عدم التعليق على الحدث، وهو طلب تم تعميمه أيضا من قبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
كما أفادت شبكة "سي إن إن"، بأن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على الانفجارات في لبنان.
وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو من الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، أشخاصا مصابين على الأرصفة، مع جروح في أيديهم أو بالقرب من جيوب سراويلهم.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حذر في وقت سابق عناصر الحزب من حمل الهواتف المحمولة، قائلاً إن إسرائيل قد تستخدمها لتعقب تحركاتهم وتنفيذ ضربات مستهدفة.
ودعت وزارة الصحة اللبنانية جميع المستشفيات إلى التأهب لاستقبال المرضى في حالات الطوارئ، ودعت الأشخاص الذين يملكون أجهزة الاستدعاء إلى الابتعاد عنها. كما طلبت من العاملين في القطاع الصحي تجنب استخدام الأجهزة اللاسلكية.
وقال صحفيون في لبنان إن غرف الطوارئ في مستشفيات المنطقة كانت مكتظة بالمرضى، وكثير منهم مصابون بجروح في أطرافهم، وبعضهم في حالة خطيرة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة اللبنانية، إن المستشفيات في جنوب البلاد والبقاع الشرقي والضاحية الجنوبية لبيروت -وهي جميعها مناطق يتواجد فيها حزب الله بقوة- دعت الناس إلى التبرع بالدم من جميع الفصائل.
وذكرت وكالة الأنباء، أنه "تم تفجير نظام الاستدعاء المحمول باليد باستخدام تكنولوجيا متطورة".
وكان مسؤول في حزب الله، قال إن ما لا يقل عن 150 شخصاً بينهم أعضاء في الحزب، أصيبوا في مناطق مختلفة من لبنان عندما انفجرت أجهزة استدعاء كانوا يحملونها.
وقال المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام- إن الانفجارات كانت نتيجة "عملية أمنية استهدفت الأجهزة".
وقال المسؤول: "تقف (إسرائيل) وراء هذا الحادث الأمني"، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأضاف أن أجهزة الاستدعاء الجديدة التي كان يحملها عناصر حزب الله كانت تحتوي على بطاريات ليثيوم على ما يبدو أنها انفجرت.