قذفت جارتي فماذا أفعل؟

منذ 1 يوم 17

قذفت جارتي فماذا أفعل؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/11/2024 ميلادي - 26/5/1446 هجري

الزيارات: 30


السؤال:

الملخص:

فتاة تكلمت عن جارة لها بكلام قبيح، ثم أدركت وقوعها في القذف، واستغفرت ربها، وندمت ندمًا شديدًا، وتشعر بتأنيب الضمير، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أشعر بتأنيب الضمير؛ لأنني تكلمت مع جارتي عن فتاة من جيراننا، وقلت لها: أتعلمين أن فلانة قد تزوجت من حبيبها بسرعة لأنها كانت حاملًا منه؟ ثم أدركت أنني قلت كلمة من غير بينة ولا دليل، وأنني بذلك أكون قد قذفتها، وهو من الكبائر، فأردت أن أصحح خطئي، فأخبرت جارتي أنني لم أكن واثقة من كلامي، واستغفرت ربي، وأشعر بندم شديد؛ لأنني تكلمت عن شرف فتاة، ليس من حقي التكلم عنها، لا أدري ماذا أفعل؟ وهل سيغفر الله لي؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن من أخطاء المجالسة الانشغالَ بأمور لا تنفع، والاسترسال في فُضول الكلام؛ وكما قال الإمام الزهري رحمه الله: "إذا طال المجلس، كان للشيطان فيه نصيب".

وهذه هي النفس كما وصفها الإمام ابن القيم رحمه الله: "فهي النفس إن لم تشغلها بالحقِّ، شغلتك بالباطل".

ومن الباطل الوقوع في الغِيبة؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

وقد عرَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغِيبةَ بقوله: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكْرُك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه))؛ [رواه مسلم].

وكيف إذا تعدى الأمر إلى الحديث في أعراضهم وقذفهم بالوقوع في الزنا؟ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23].

وهي موجبة لإقامة الحد الشرعي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4].

أختي الكريمة:

أوصيكِ بالإقلاع عن هذا الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة لمثل هذا حتى تتحقق لكِ التوبة، وهذا الذنب كذلك فيه اعتداء على حقوق الآخرين، وقد فعلتِ الصواب حينما شعرتِ بالخطأ، ونفيتِ صحة ما نقلتِ من كلامٍ خطير.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع))؛ [أخرجه مسلم].

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.