اختلال الآنية والأفكار الوجودية

منذ 6 ساعة 10

اختلال الآنية والأفكار الوجودية


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/1/2025 ميلادي - 23/7/1446 هجري

الزيارات: 29


السؤال:

الملخص:

فتاة تعاني مرض اختلال الآنية، وبسببه تأتيها أفكار وأسئلة عن الوجود والهدف من الحياة، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا فتاة أبلغ من العمر الرابعة عشرة، كانت حياتي طبيعية، وفجأة أُصبتُ بنوبات الهلع، وبالتزامن معها عانيت اختلال الآنية، وفيها لا أستطيع التعرف على أي شيء، ولما علِم والداي ذهبا بي إلى طبيبة نفسية، شخَّصت حالتي باختلال الآنية، ووصفت لي بعض الأدوية، التي لم تُجدِ نفعًا، بل بدت عليَّ أعراضها الجانبية كتساقط الشعر، فقررت إيقافها، وكنت أشعر أنني بخير، لكن لما بدأت الإجازة، ازدادت حالتي سوءًا، فأتساءل: من ربي؟ وكيف هو موجود؟ وما هذا الصوت الذي أسمعه؟ وكيف أتحدث؟ وماذا أفعل هنا؟ ولماذا خُلقنا؟ وغير ذلك من الأفكار التي أتعبتني، وأكاد أُجَنُّ، وفقدتُ الشغف في كل شيء، وأشعر بثقل كبير في الصلاة، ومع ذلك أُصلِّي، وقد تذكرت أنني مررت بتلك الحالة من قبلُ عندما كنت صغيرة؛ ذلك أنني شاهدت شيئًا محرمًا في الهاتف، وكأن هذه المشاعر قد عادت، والمرض قد رجع، أريد أن تطمئنوني، هل يمكن أن يزول هذا المرض؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أولًا: نطمئنكِ بأن حالتكِ يمكن علاجها، وما من مرضٍ إلا وله علاج بإذن الله، ومع قليل من الجهد والصبر ستتجاوزين مشكلتكِ بإذن الله.

إنَّ ما تعانين منه، وقد ذكرتِ أسبابه منذ فترة طفولتكِ، وما تعرضتِ له من مشاهد آذَتْكِ، وسبَّبت لكِ صدمة جعلت طريقة تعاملكِ مع نفسكِ غير سليمة؛ وذلك بسبب طفولتكِ ونقص خبرتكِ؛ حيث تحوَّلت إلى لوم نفسكِ، وبسببها كثُرت مخاوفكِ مما سبَّب ضغوطًا مستمرة لكِ.

ولأن هذا امتدَّ معكِ لسنوات مما صبغ سلوككِ بنوع من المخاوف المستمرة، والأفكار السلبية، التي قادَتْكِ إلى وضعكِ الحاليِّ.

وما تعانين منه سيذهب عنكِ بمشيئة الله مع تعديل لنظام حياتكِ، وتغيير طريقة تفكيركِ، وتخفيف قلقكِ ومخاوفكِ.

وفيما يلي بعض الإرشادات المساعدة لكِ بإذن الله:

1- فيما يتعلق بالأفكار التي تطرأ عليكِ وتتكرر، لا تدققي فيها، ودَعِيها تمر بهدوء كما جاءت بهدوء، وهذا لن يشكِّل لديكِ مشكلة، إنما المشكلة في إيقافكِ لها، ومحاولة التحقق منها، والانجرار وراءها.

2- نظام يومكِ لا بدَّ أن يكون مرتَّبًا بشكل صحي وعملي: طعام صحي، رياضة خفيفة مناسبة، نوم كافٍ في الليل، عدم تناول مُنبِّهات بكثرة.

3- عليكِ تجنُّب السهر والوحدة؛ فهما أحد أهم أسباب تفاقُمِ الأفكار السلبية.

4- ليَكُنْ لكِ اهتمامات عملية، وهوايات تمارسينها في يومكِ، وخاصة في العطلة، قد تشعرين بالثقل في البداية، ولكن مع استمراركِ عليها ستساعد في تحسين مزاجكِ.

5- فيما يتعلق بخوفكِ من الله، استمعي لمقاطعَ تتحدث عن سَعَةِ رحمة الله، ورأفته بعباده، ولطفه بهم.

6- مارسي تمارين الاسترخاء بالتنفس عدة مرات في اليوم لخفض مستوى قلقكِ.

7- تدرَّبي على تمارين إرخاء العضلات ومارسيها؛ لأنها ستساعدكِ على خفض الشد العضليِّ، الناتج عن التوتر المستمر.

8- حاولي قدر الإمكان عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية، وحاولي الابتعاد عن التلفاز، واستبدلي بذلك أنشطة عملية، وعلاقاتٍ اجتماعية مع مَن حولكِ.

9- تجنَّبي قدرَ الإمكان الأماكنَ والأشخاص الذين يتسبِّبون لكِ في زيادة الضغط النفسي.

10- حافظي على الوضوء والصلاة في وقتها، وأكْثِري من الدعاء بسؤال العفو والعافية، وأكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

11- إذا لم تتحسن حالتكِ، فراجعي عيادة نفسية تطبِّق العلاج السلوكي، وقد تحتاجين دواءً لخفض الاكتئاب، وإذا لم يناسبكِ، فاطلبي منهم تغييره.

مع تمنياتي لكِ بالشفاء العاجل.