تحولت الشواطئ الخلابة والواقعة على الجزر اليونانية إلى ساحة معركة بين السكان المحليين والمشاريع القائمة على شاطئ البحر والتي زرعت على طول الشاطئ كراسي تشمس باهظة الثمن ما أدى إلى ابتعاد بعض السكان عن ارتيادها نتيجة تكلفتها المرتفعة.
وشهدت حملة أُطلق عليها اسم "حركة المناشف" Towel Movement قيام المشاركين فيها بالمسير على الشواطئ اليونانية معبرين عن احتجاجهم على كراسي الاستلقاء للتشمس والتي تفرض الدفع مقابل الاستخدام وتحتل الشواطئ الرملية العامة فيما رفع العديد لافتات تشجب الوضع وتنتقده. والأسبوع الماضي، نظم مئات من السكان المحليين وقفة احتجاجية على الشاطئ لتسليط الضوء على قضيتهم.
بدأت الحركة من جزيرة باروس لتمتد بعدها إلى جزيرة ناكسوس مع انضمام أكثر من 5000 مستخدم إلى مجموعة "فيسبوك" تُطلق على نفسها اسم "أنقذوا شواطئ ناكسوس الآن!" Save the Beaches of Naxos NOW!.
وتُعتبر الشواطئ مساحات عامة في اليونان بيد أن الأعمال التجارية على غرار المطاعم والفنادق والحانات بوسعها تأجير مساحات للزبائن لكي يجلسوا عليها. واعتبر بعض السكان أن الأعمال لا تتوسع وتنتشر أكثر مما يُسمح لها وحسب، بل تستفيد من فرض أسعار باهظة بشكلٍ هائل أيضاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشاركت مجموعة "أنقذوا شواطئ باروس" Save Paros Beaches صورة واحدة على "فيسبوك" تظهر مظلة وكرسيين للتشمس للإيجار مقابل 60 يورو (65 دولاراً) في اليوم. وللتمتع بحمام شمس في "المساحة المخصصة لكبار الشخصيات" VIP area، بلغت الكلفة 120 يورو (131 دولاراً).
وقالت مجموعة "أنقذوا شواطئ باروس" في بيانٍ لصحيفة "ميترو" Metro: "نطالب بحقنا في المساحة العامة وحقنا في الاستمتاع بشواطئنا التي تعدى عليها رجال أعمال جشعين يفتقرون للمسؤولية المجتمعية ويحتلون الشواطئ بكاملها أو يتجاوزون حدود المنطقة المؤجرة لهم بأكثر بمئة مرة مما يجوز لهم قانوناً".
وفي هذا السياق، قال نيكولاس ستيفانو، البالغ من العمر 70 سنة ويعيش على جزيرة باروس، في تصريحٍ لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن السكان المحليين "يشعرون بأنهم يطردون من الجزيرة".
وزعم وجود "تفاوتاتٍ هائلة" بين المساحة التي يحق للأعمال استخدامها وتلك التي تحتلها بالفعل، في حين نقلت "نيويورك تايمز" بأنه 7186 متراً مربعاً كانت قد أُجرت رسمياً العام الماضي، ولكن الواقع يشير إلى الاستيلاء على 18800 متر مربع من الشواطئ.
وقال رونيت نيشر، الذي انتقل للعيش بشكلٍ دائم في باروس منذ بضع سنوات للمؤسسة الأسترالية للإرسال Australian Broadcasting Corporation: "قبل خمس سنوات كان بوسعي الذهاب إلى أي شاطئ والاستمتاع بالطبيعة، والرمال، والمياه والهدوء. أما اليوم فالشواطئ مكتظة بكراسي التشمس والمظلات وما من مكانٍ متبقٍ لوضع منشفة أو كرسي صغير أو حتى للذهاب والجلوس على الرمال. أهذا حقاً ما تودون أن تتحول إليه باروس؟ من دون أي اعتباراتٍ للسكان المحليين والطبيعة؟".
تواصلت "اندبندنت" مع بلدية باروس للحصول على تعليق كما تواصلت أيضاً مع مجموعتي حملة باروس وناكسوس طلباً للتعليق على الموضوع.