أرقام مقلقة نشرتها منظمة الصحة العالمية، في أسبوع الصحة العالمي الذي يحتفي به العالم في 7 نيسان / أبريل، يوم إنشاءالمنظمة عام 1948، ويمتد حتى 13 نيسان / أبريل.
هذا العام اختارت المنظمة صحة الحوامل والمواليد موضوعا أساسيا لحملتها، التي تبدأ اعتبارا من يوم الصحة العالمي، وتستمر عاما كاملا، وستركز هذا العام على دعم صحة الأمهات والمواليد بوصفها "ركيزة الأسر والمجتمعات الصحية".
ويشهد كل عام ما معدله وفاة نحو 300 ألف امرأة بسبب الحمل أو الولادة. أما بالنسبة للأطفال فالأرقام أكبر بكثير، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من مليوني طفل يموتون في الشهر الأول بعد الولادة، بينما يولد نحو مليوني طفل سنويا ميّتين. ويبلغ المعدل الزمني حالة وفاة كل 7 ثوان.
الأرقام مقلقة أيضا حول سياسات الدول، حيث خلصت المنظمة في بيانها السنوي، إلى أنّ 4 من كل 5 بلدان "تبتعد عن المسار الصحيح لتحقيق الغايات الرامية إلى تحسين معدلات بقاء الأمهات على قيد الحياة بحلول عام 2030"، أما بالنسبة للمواليد، فتقول المنظمة إن بلدا من كل 3 بلدان لن يستطيع الحد من وفاة المواليد.
ورغم ذلك، لفت تدروس أدهانوم غبريسوس إلى أنه ومنذ عام 2000، تراجعت الوفيات عند الولادة بنسبة 40%.
"هذا النجاح سببه الرئيسي هو تطور إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية".
قطاع غزة... أمهات على شفير الموت
وتبرز غزة هذا العام كأكثر المناطق صعوبة من حيث معاناة الأمهات والمواليد. وتشير المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس إلى أنّ 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين من سوء تغذية حاد.
وتقدّر الإحصاءات الأممية وجود 55 ألف امرأة حامل في غزة، ثلثهنّ يعانين من ارتفاع مخاطر تحدق بحملهم، وتقدر أيضا، أن 130 طفلا يولدون يوميًا في القطاع، 27% منهم عبر الولادة القيصرية.
"تستمر غزة في أن تكون من أخطر الأماكن على الأطفال، ومن أكثر المناطق التي يحيط الخطر بالحوامل فيها، نتيجة العنف، والنزوح، وضعف الخدمات الصحية" تضيف المنظمة.
وحذّرت وزارة الصحة الفلسطينية، من أن غزة باتت "بلا دواء"، وتوقعت انهيارًا وشيكًا للمنظومة الصحية بسبب "الحصار والتدمير الممنهج للمؤسسات الصحية".
وأشارت الوزارة إلى أنّ مخزون 51% من أدوية صحة الأم والطفل هو صفر، وكذلك 37% من الأدوية و59% من اللوازم الطبية الحيوية، ولفتت إلى أن أدوية العمليات وأقسام العناية المركزة والطوارئ قد تم استنزافها بمستويات غير مسبوقة.
أفريقيا... الفقر الصحي المتفاقم
وفي عدد من بلدان أفريقيا، تتأثر الحوامل والأمهات بالوضع الصحي السيء في بلدانهن. وقد شهد السودان مثلا أزمة انتشار الكوليرا العام الماضي، كما توقف نحو 70 من المستشفيات في 13 ولاية من أصل 18. وتتفشى أوبئة عديدة في أفريقيا، مع تحديات صحية قاسية تواجهها القارة، ومن أبرزها جدري القردة الذي أدى إلى وفاة الآلاف بحسب منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى الكوليرا (150 ألف حالة)، والملاريا، والإيدز (نقص المناعة المكتسب)، والسل.
لسن متساويات
وبينما تقدر قيمة قطاع الرعاية الصحية العالمي بـ9 تريليون دولار، ما يعادل نحو 11% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، يشير آخر تقرير سنوي عن منظمة الصحة العالمية حول الرعاية الصحية، الصادر عام 2023 ويغطي الفترة بين عامي 2000 و2021، إلى 4,5 مليار شخص غير مشمولين بالكامل بالخدمات الصحّية الأساسيةوملياري شخص آخرين معرّضين للضائقة المالية.
ولا ينحصر هذا الأمر بإحصاءات العام الماضي. بالعودة إلى عام 2023 وما سبقه، تعكس الأرقام الأممية أيضا ارتفاع عدد وفيات الأمهات "أوجه عدم المساواة في إتاحة الخدمات الصحية الجيدة"، وتبرز الفجوة القائمة بين الأغنياء والفقراء.
وفي عام 2020، بلغ معدل وفيات الأمهات في البلدان المنخفضة الدخل 430 لكل 100 ألف مولود حيّ، مقابل 12 لكل 100 ألف مولود حيّ في البلدان المرتفعة الدخل.