يستغرق 20 عامًا لاكتشافه.. تقرير يُبيّن وسط فلوريدا نقطة ساخنة لمرض الجذام

منذ 1 سنة 164

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- زار منسّق الحدائق، البالغ من العمر 54 عامًا، عيادة أورلاندو للأمراض الجلدية بسبب إصابته بطفح جلدي مؤلم، ما دفع الطبيب راجيف ناتو إلى أخذ 5 أو 6 خزعات.

وأكدت نتائج الخزعة حدس ناتو، الذي شخّص النتائج بأنها مماثلة لما "تقرأه في كتبك المدرسية": مرض الجذام.

ومع ذلك، لم يكن لدى الرجل عوامل الخطر الواضحة التي يتوقّعها معظم الأطباء من العدوى التي يصعب اكتشافها.

وبعد ملاحظة مجموعة من الحالات الأخرى في المنطقة، شكّ طبيب الأمراض الجلدية أن وسط فلوريدا قد يكون نقطة ساخنة وغير متوقّعة للجذام.

وفي الوقت الحالي، يُحذّر فريقه مقدمي الرعاية الصحية الآخرين من وجود حالات مماثلة في المنطقة.

وبحسب رسالة بحثية نشرها ناتو وزملاؤه في مجلة Emerging Infectious Diseases، سجّلت منطقة وسط فلوريدا أعلى معدلات الإصابة بالجذام في الولايات المتحدة.

وفي العام 2020، تم الإبلاغ عن 159 حالة على مستوى البلاد، مقارنة مع 200 ألف حالة جديدة سنويًا حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وتقول الرسالة الجديدة إن وسط فلوريدا كان مسؤولاً عن 81٪ من حالات الإصابة في فلوريدا، وحوالي 1 من أصل 5 حالات جذام على مستوى البلاد.

ويُعرف أيضًا بمرض هانسن. ويسببه نوع من البكتيريا، يُسمى المتفطرة الجذامية.

ويصيب الجذام أساساً الجلد، والأعصاب المحيطة.

ولا يزال العلماء غير متأكدين تمامًا من كيفية انتشاره. لكن، يعتقد معظمهم أنه ينتقل من طريق الرذاذ، لا سيّما عند سعال الشخص المصاب أو العطس.

وتشمل أعراضه الطفح الجلدي، والافتقار إلى الإحساس بسبب إصابة الأعصاب.

ويمكن أن تحمل حيوانات الأرماديللو هذه البكتيريا أيضًا.

وقد ربطت الدراسات الجينية العدوى البشرية بسلالات الجذام التي تحملها حيوانات الأرماديللو، رغم أنه ليس واضحًا كيف يواجه البشر البكتيريا التي تحملها الأرماديللو.

ولا يستطيع العديد من المرضى تذكر أي اتصال مباشر مع هذه الحيوانات.

وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ المرض لا ينتقل من طريق المصافحة أو الجلوس بجانب شخص مصاب.

ومع ذلك، يتطلب اتصالًا وثيقًا طويل الأمد بشخص لم يُعالج من الجذام على مدار أشهر عدّة.

ويُذكر أن حوالي 95% من الأشخاص ليسوا عرضة للعدوى لأنّ أجهزتهم المناعية مبرمجة وراثيًا لمقاومتها.

ويُعد الجذام مرضًا نادرًا في الولايات المتحدة.

وتاريخياً، تصيب معظم حالات الجذام في الولايات المتحدة الأشخاص الذين يسافرون إلى الدول التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالمرض، أو الذين يتعرضون لحيوانات الأرماديللو الحاملة للمرض.

لكن هناك حالات لا يتمكن الأطباء فينها من تحديد كيف تعرّض فيها الشخص للبكتيريا.

وأخبر الرجل البالغ من العمر 54 عامًا، في التقرير الجديد، أطباءه أنه لم يغادر ولاية فلوريدا مطلقًا ولم يتعرض لحيوانات الأرماديللو.

وأوضح أنه لم يتفاعل مع أشخاص من الدول حيث ترتفع فيها معدلات الإصابة بالجذام، رغم أنه قضى وقتًا طويلًا في الهواء الطلق.

ويتفق الخبراء على أن الجذام أصبح مستوطنًا في المنطقة.

وقالت الدكتورة نيكول يوفين، كبيرة أخصائيي علم الأوبئة في مستشفى جامعة فلوريدا "هيلث شاندز"، إن هذا الأمر لا ينبغِ أن يسبّب ذعرًا للصحة العامة.

وأوضحت أن كلمة "مستوطنة" تعني ببساطة وجود مستويات منتظمة من المرض في منطقة ما، لكن لا يعني ذلك أن المعدلات آخذة في الارتفاع.

وفي حال تُرك المرض من دون علاج، يمكن أن يشلّ اليدين والقدمين، ويسبّب العمى، ويؤدي إلى تقصير أصابع اليدين والقدمين.

وتعد العدوى قابلة للشفاء.

ويشمل العلاج مجموعة من المضادات الحيوية التي يجب أن تؤخذ على مدى بضع سنوات.

وتتمثّل إحدى تحديات الجذام في مدى بطء نمو البكتيريا.

وأوضحت مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ الأمر قد يستغرق حوالي 20 عامًا لتطوير أعراض المرض، كالطفح الجلدي أو القرحة، وغيرها.

وبالتالي، قد يكون من الصعب تتبع مصدر وانتشار عدوى الجذام.