يستخدم عند تعاطي جرعات أفيونية زائدة.. ما بخاخ أنف النالوكسون؟ وكيف يمكنه أن يكون منقذًا للحياة؟

منذ 1 سنة 249

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- صوتت لجنتان استشاريّتان لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالإجماع للتوصية بتوفير دواء يُدعى "نالوكسون" على شكل بخاخ أنف، وهو يُستخدم كترياق عند تعاطي جرعات زائدة من مواد أفيونية دون الحاجة لوصفة طبيّة.

وإذا وافقت الإدارة على هذه التوصية، فقد يُباع النالوكسون قريبًا دون وصفة طبيّة في الصيدليات، مع جعله متوفرًا في محال البقالة، والمتاجر الكبيرة، ومحطات الوقود في جميع أنحاء البلاد.

ويأتي هذا التطور في وقتٍ وصلت فيه الجرعات المفرطة من المواد الأفيونية إلى مستوى قياسي، مع ارتفاعه لأكثر من 15% في عامٍ واحد.

وارتفعت الوفيات المنسوبة إلى المواد الأفيونية من حوالي 70 ألفًا في عام 2020 إلى 80,800 في عام 2021، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

ولكن ما هو النالوكسون بالتّحديد؟ وكيف يعمل على إنقاذ الأرواح من تعاطي الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية؟

وتُجيب المحلّلة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة في كلية معهد "ميلكن" للصحة العامة بجامعة "جورج واشنطن"، عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا البخاخ.

وتشغل وين أيضًا منصب رئيسة المجلس الاستشاري لمجموعة "Behavioral Health Group"، وهي شبكة مراكز علاجية للتعافي من تعاطي المواد الأفيونية للمرضى الخارجيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

السؤال: كيف ينقذ النالوكسون المرء عند تعاطى جرعة زائدة من المواد الأفيونية؟

الدكتورة لينا وين: النالوكسون دواء يعكس تأثير الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية بسرعة.

وهو مضاد للمواد الأفيونية، ما يعني أنه يرتبط بالمستقبلات الأفيونيّة في الدّماغ، ويعكس بذلك آثار المواد الأفيونية، ويمنعها.

ويمكن لشخص تعاطى كمية كبيرة جدًا من المواد الأفيونية أن يفقد الوعي، ويتوقّف عن التنفس.

وهذا مميت، ويمكن لشخص أن يموت في غضون دقائق بعد توقفه عن التنفس.

السؤال: ما هي الأشكال المختلفة من دواء النالوكسون؟ وهل هي فعّالة ضد المخدرات غير المشروعة مثل الهيروين، والفنتانيل، والأدوية الموصوفة؟

الدكتورة لينا وين: يأتي النالوكسون في شكلين رئيسيين.

وهناك نسخة على شكل بخاخ الأنف، مع تسمية أحد المصنّعين منتجهم بـ"Narcan Nasal Spray".

وترُش هذه النسخة في فتحة الأنف مثل بعض أدوية الحساسية.

ويأتي النالوكسون أيضًا على شكل سائل.

ويمكن حقن هذه النسخة إمّا عن طريق الوريد، أو عن طريق العضل، وكحقنة عادةً عبر عضلة الفخذ في السّاق.

وتعمل بخاخات الأنف، ونسخها الوريدية والعضلية بشكلٍ جيّد للغاية، وتعمل جميعها ضد نسخ مختلفة من المواد الأفيونية.

ولا يشمل ذلك الهيروين والفنتانيل فحسب، بل الأدوية الأفيونية الشائعة مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون والكوديين والمورفين أيضًا.

ومن المهم الإشارة إلى أنّ جرعة واحدة قد لا تكفي، ويعتمد ذلك على مدى فاعلية وكمية المواد الأفيونية التي تم تعاطيها.

السؤال: كيف تعرف ما إذا كان شخص ما تعاطى جرعة زائدة، وكيف يمكن للمارّة إعطاء الترياق؟

الدكتورة لينا وين: تشمل علامات تعاطي جرعة زائدة عدم القدرة على الاستيقاظ، والتّنفس ببطء، أو عدم التّنفس على الإطلاق، وتحوّل أظافر اليدين والشفاه إلى اللون الأزرق أو الأرجواني، بينما يصبح الجلد شاحبًا، ورطب الملمس.

ويمكن لأي شخص تعاطي جرعة زائدة عبر استخدام الكثير من المادة الأفيونية، أو عن طريق الخطأ.

وإذا تعاطى شخصٌ ما جرعة زائدة، يجب عليك أو أي شخص معك الاتصال بالطوارئ على الفور.

وفي الوقت ذاته، امنح الشخص النالوكسون.

ويعكس النالوكسون آثار الجرعة المفرطة لمدّة تصل إلى 90 دقيقة تقريبًا، ولكن يمكن أن تبقى المواد الأفيونية في الجسم لفترة أطول، ولذلك لا يزال من المهم أن يتلقى الشخص عناية طبيّة بعد تلقّي الدّواء.

وإذا كان بخاخ الأنف بحوزتك، أَدخِل طرف الجهاز في فتحة الأنف، واضغط. ويمكن إعطاء رشّة أخرى في فتحة الأنف الأخرى خلال دقيقتين إلى ثلاث دقائق في حال ظل المريض دون استجابة، ورشّة أخرى في غضون دقيقتين إلى ثلاث دقائق حتّى يستجيب المريض، أو تصل المساعدة الطارئة.

السؤال: هل من الآمن استخدام النالوكسون؟ ماذا لو لم تكن متأكدًا من أن شخصًا ما تعاطى جرعة مفرطة من المواد الأفيونية؟

الدكتورة لينا وين: نعم، النالوكسون آمن للغاية.

وإذا كان شخصٌ ما لا يتعاطى المواد الأفيونية، ولكنه لا يستجيب لأنه شرب الكثير من الكحول أو أصيب بسكتة دماغيّة على سبيل المثال، فلن يكون للنالوكسون أي تأثير سلبي عليه.

السؤال: ما الذي يجب القيام به أكثر لتقليل الوفيات الناجمة عن الجرعات المفرطة؟

الدكتورة لينا وين: يعد الوصول إلى النالوكسون خطوة مهمة. ولن يكون للشخص الذي يتعاطى جرعة زائدة فرصة لغدٍ أفضل إذا مات اليوم.

وعلى المدى الطويل، يحتاج الشخص المصاب باضطراب استخدام المواد الأفيونية إلى تلقي العلاج عبر مزيج من الأدوية، والدّعم النّفسي والاجتماعي.

وهناك الكثير ممّا يجب القيام به لتوسيع الوصول إلى العلاج، إضافةً لتقليل العقاقير المتوفرة المصنعة بشكلٍ غير قانوني، مثل الفنتانيل، التي تؤدي إلى تفاقم أزمة الجرعات الزائدة.