♦ الملخص:
فتاة عُقد قرانها، خطيبها لا يكلمها إلا قليلًا، ويزورها دون علم أهله، ويريد أن تبقى في بيت أمها ويأتي هو إليها مرتين أسبوعيًّا، فطلبت الانفصال عنه، وتسأل: هل عليَّ إثم؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عُقد قراني، وفي الأسابيع الأولى لاحظت أن خطيبي لا يهتم لي، ويسأل عني قليلًا، فاتصاله أو زيارته لا تستمر لأكثر من عشر دقائق، فخطر ببالي أنه قد يكون خجولًا، أو لا يفضل التواصل الكثير، لكني علمت بعدها - من خلاله - أن زيارته لي تكون خفية، دون علم أهله، وكأني زوجته سرًّا، وإذا ما زارني لا يأتي بهدايا أو ما شابه، ولا تعنيه مشاعري، ثم إنه صدمني لما أخبرني أنه سيتزوجني وسأكون عند والدتي مؤقتًا، وسيأتي إليَّ مرتين في الأسبوع، وسينفق عليَّ، لا أدري لمَ خُطبت له؟ وماذا يريد؟ طلبت الانفصال عنه، لكني أشعر بالذنب، فهل أنا مخطئة في قراري هذا؟ وهل عليَّ إثم؟ فأنا لا أشعر معه بالأمان، ولا السعادة، أرجو الإفادة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أولًا: تأملت مشكلتكِ وعجِبتُ جدًّا من حال هذا الرجل؛ لأن الشاب يتزوج لأهداف مشروعة له ولزوجته؛ وهي السكن، والمودة، والرحمة، والاستعفاف، والذرية؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، بينما طلباته تتناقض معها تمامًا، وتشبه اشتراطات زواج المسيار.
ثانيًا: إن كنتِ صادقة في وصف حاله معكِ، وطلبه بقائكِ عند أهلكِ بعد الدخول بكِ مؤقتًا، وضعوا تحت "مؤقتًا" علامات استفهام وتعجب كثيرة، لماذا؟ وكم سيستمر هذا المؤقت؟ هل هو شهر أم سنة أم مدى الحياة؟ فتصرفاته هذه لا تُفيد جدية في تحقيق هذه الأهداف السامية للزواج، أو أن لديه مشكلة نفسية وصدمة من موقف سابق، أنتجت ترددات وتخوفات من الخسائر، ثم الطلاق، أو أنه حاليًّا لا يجد لكِ ودًّا فيريد فترة تكون كتجربة يتثبت فيها من وضعه، أو أنه غير قادر على تحمل مسؤوليات البيت وطلباته، أو يعاني من ضعف في شخصيته، لا أدري.
ثالثًا: المهم أن حالته محيرة جدًّا، وفيها علامات استفهام وتعجب كثيرة تحتاج لفك أسرارها.
رابعًا: وعمومًا ما دام بالوصف الذي ذكرتِهِ، وأنتِ أيضًا متخوفة منه جدًّا، ولا يحقق لكِ أهداف الزواج ولا حقوقكِ المشروعة، وقد طلبتِ الفراق للحيثيات السابقة، وتسألين: هل عليكِ إثم في طلبكِ الفراق؟ فأقول: لا يظهر لي إثم عليكِ في طلبكِ هذا، ولكن القاضي هو الذي يفصل بينكما، هل يعتبر خُلعًا وتفتدين نفسكِ بما تتفقون عليه، أو يعتبر طلاقًا؟
حفِظكم الله، وفرَّج كربتكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.