«وين الرياضة؟»

منذ 19 ساعة 15

كان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عميقاً في رؤيته كعادته وهو يوجه سؤاله الكبير والتاريخي إلى الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان مطلع عام 2018: «وين الرياضة؟».

لم تكن نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع السعودي تتجاوز 13 في المائة عند طرح هذا السؤال، الذي أسس بنية تحتية متكاملة للمواطنين والمقيمين في مدة وجيزة، عبر برامج «جودة حياة» التي ساهمت في تغيير نمط الحياة بالسعودية.

كانت التحديات، وفق ما يرويه الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان لـ«حكاية وعد» الذي تبثه قنوات «إم بي سي»، كبيرة جداً أمام ممارسي الرياضة، والعقبات كانت متشعبة في وجه كثير من الرياضات، مثل ركوب الدراجات... وغيرها، لكن الإرادة هي حجر الأساس الذي يمكن لأي مجتمع أن يقوم عليه، حيث المسؤول الذي يريد تغيير مجتمعه ليكون الأفضل رياضةً وصحةً وتعليماً واقتصاداً... وفي كل شيء.

لا يمكن لمحبي الرياضة أن تمر عليهم الخمس عشرة دقيقة في «حكاية وعد» دون أن يتسمّروا لمشاهدة قصة بث ونشر وضخ الرياضة في شرايين المجتمع السعودي.

عام 1980 كتب الصحافي تركي الناصر السديري مقالاً في مجلة «اليمامة» وكان العنوان: «هل نحن مجتمع رياضي؟». كان سؤالاً غريباً وغير معتاد، وعابراً في تلك الحقبة، لكنه سؤال أعدت قراءته بعد 10 سنوات وأنا في مقاعد الدراسة الثانوية، وصرت أكرره على نفسي كثيراً دون إجابة حقيقية.

الحقيقة أننا كنا بحاجة لإرادة حقيقية لتحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع رياضي، ليس بالمشاهدة التلفزيونية للبطولات الرياضية المتنوعة في ألعابها محلياً وآسيوياً وعالمياً، وإنما بالممارسة اليومية.

«السؤال الشهير» جعل الرياضة المجتمعية هدفاً للوزارات والهيئات الحكومية في السعودية؛ لتتنافس على وضع البرامج لجذب أفراد المجتمع لممارسة الرياضة، بدءاً من وزارة الرياضة بفعالياتها وأنشطتها اليومية، و«البلديات» عبر مساحاتها الخضراء وميادين المشاة التي تملأ الأحياء، مروراً بـ«التعليم» التي غيرت شكل برامجها اللاصفية بإدخال الرياضة في مدارس البنات، وبتعزيزها لدى «البنين»، فيما وزارة الصحة، وليس انتهاء بها، تراقب وتثقف وتقدم برامجها التوعوية لأجل مجتمع صحي رياضي.

كانت النسبة عام 2018 لا تتجاوز 13 في المائة، وكانت المستهدفة 40 في المائة وفق «رؤية 2030»، لكن الأرقام الرسمية تقول الآن إن المجتمع السعودي بات ممارساً للرياضة بنسبة 48 في المائة، وهذا يعني أن المستهدفات تحققت قبل أوانها، والسبب هو سؤال عراب الرؤية السعودية: «وين الرياضة؟».