تتزايد يوميًا حدة التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين تل أبيب وحزب الله، وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الحزب اللبناني ورغم جميع الضربات التي تلقاه مؤخرا، لا يزال يتمتع بالقوة ولم يُدمَّر. كما يبدو أنه مستعد لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد.
بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية، بدأ حزب الله بتنفيذ ردود فعل أكثر قوة، شملت شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على العمق الإسرائيلي. وقد أظهرت العمليات القتالية الأخيرة قدرة الحزب على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث تعرض منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجوم بطائرة مسيرة، مما يعكس تطور قدرات حزب الله العسكرية.
وفي سياق العمليات القتالية، أسفرت المواجهات الأخيرة عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات في هجوم على قاعدة عسكرية، كما استخدم الحزب تقنيات متقدمة، بما في ذلك صواريخ موجهة، لاستهداف الجنود الإسرائيليين.
وتظهر الإحصاءات أن تكلفة إسقاط إسرائيل لكل طائرة مسيرة تُقدّر بحوالي 100 ألف دولار، بينما قد تصل بالصاروخ إلى ملايين الدولارات.
خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، أطلق حزب الله نحو 200 صاروخ، تلتها 140 صاروخًا إضافيًا يوم الثلاثاء، مما يُظهر تصعيدًا ملحوظًا في نشاط الحزب. ومع ذلك، لا تزال هذه الأعداد أقل من التوقعات في حالة نشوب حرب شاملة.
على الجانب الآخر، تسعى إسرائيل لاستهداف مواقع استراتيجية لحزب الله، بما في ذلك البنية التحتية الاقتصادية، في محاولة لتقويض الدعم للحزب. ورغم الهجمات الإسرائيلية التي زعمت أنها قلصت قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ طويلة المدى، فإن الحزب لا يزال قادراً على استيراد المزيد من الأسلحة لتعويض خسائره.
مع تزايد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث أُعلن عن مقتل 17 جندياً منذ بدء القتال، يُظهر الصراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية علامات استمرار محتملة، مع إمكانية تحول الوضع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.