كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن خطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذكر أن الأخير يعتزم زيادة العقوبات على إيران بشكل كبير، بالإضافة إلى تقليص مبيعات النفط الإيرانية، في خطوة تهدف إلى تقليص دعم طهران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
خلال ولايته الأولى، اتبع ترامب سياسة صارمة تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، والذي كان يهدف إلى تقليص برنامجها النووي. كما أعاد فرض سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، في محاولة لإقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية ووقف دعم الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمات "إرهابية".
وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، أكد براين هوك، الذي كان مسؤولاً عن سياسة إيران في وزارة الخارجية الأمريكية خلال ولاية ترامب الأولى، أن الرئيس المنتخب لا يسعى للإطاحة بنظام إيران.
وأضاف أن ترامب سيواصل استراتيجية "عزل إيران دبلوماسيًا" وإضعافها اقتصاديًا، بهدف الحد من قدرتها على تمويل الأنشطة العسكرية التي تدعمها جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وسوريا. ومن المتوقع أن يتولى هوك منصبًا رفيعًا في مجال الأمن القومي في ولاية ترامب الثانية، حيث كان أحد الداعمين الرئيسيين لحملة "الضغط الأقصى".
من المتوقع أن تتأثر سياسة الرئيس تجاه إيران، عند استلامه منصبه في 20 يناير المقبل، بمشاعر شخصية، وذلك بسبب محاولات طهران لاغتيال الرئيس المنتخب وبعض المسؤولين الأمنيين الأمريكيين البارزين بعد انتهاء خدماتهم، وفقًا لما أشار إليه مسؤولون سابقون في الإدارة الأمريكية.
ويُعتقد أن إيران تسعى للانتقام من الضربة الأمريكية بالطائرات المسيرة التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في عام 2020.
من جهته، قال ميك مولروي، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى، إن "الأمور الشخصية تؤثر في اتخاذ هذه القرارات"، مضيفًا أنه إذا كان ترامب سيتخذ موقفًا حازمًا تجاه أي دولة، فإن إيران ستكون على الأرجح واحدة من تلك الدول.
وذكرت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أمريكيين اطلعوا على خطط ترامب، من المتوقع أن يعمل الفريق الرئاسي الجديد على تكثيف الضغط على إيران، بما في ذلك استهداف الموانئ والتجار الأجانب الذين يتعاملون مع النفط الإيراني. ويُتوقع أن تكون هذه السياسة مشابهة لاستراتيجية "الضغط الأقصى" التي اعتمدها ترامب في فترته الأولى، حيث تراجعت الشحنات إلى 250,000 برميل يوميًا بعد فرض الحظر الأمريكي.
وأكد روبرت مكالي، المسؤول السابق في وزارة الطاقة الأمريكية، أن إدارة ترامب قد تفرض عقوبات على الموانئ الصينية التي تستقبل النفط الإيراني، وأوضح أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تقليص شراء النفط الإيراني بحوالي 500,000 برميل يوميًا، خاصة من الصين.
ومع تولي الرئيس جو بايدن منصبه، عادت صادرات النفط الإيراني إلى الارتفاع لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات في سبتمبر 2024.
في وقت سابق، أبدى بعض مستشاري ترامب تأييدهم لتصعيد الموقف ضد إيران، خاصة إذا شمل ذلك ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.
وكان الرئيس بايدن قد تلقى تأكيدات من إسرائيل بعد الهجوم الإيراني في 26 أكتوبر بأنه لن يتم استهداف المنشآت النووية أو البنية التحتية للطاقة الإيرانية، نظرًا للقلق من تأثير ذلك على أسعار النفط وزيادة التوترات الإقليمية.
ورغم التوترات الشديدة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن بعض المسؤولين الذين عملوا مع ترامب لا يستبعدون إمكانية التوصل إلى صفقة دبلوماسية مع طهران في حال فوزه في فترة رئاسية ثانية. وقال مولروي: "ترامب يحب إجراء الصفقات، لكنه يفضل أن تكون تلك الصفقات من صنعه".