وفاة يهودا باور أحد أبرز المؤرخين اليهود عن عمر يناهز 98 عامًا

منذ 1 شهر 29

عن عمرٍ يناهز 98 عامًا، توفّي يهودا باور، أحد أبرز العلماء والمؤرخين في إسرائيل، والذي شكّل الطريقة التي يتعرّف بها الناس اليوم على الإبادة النازية لليهود أو "الهولوكوست".

على مدار حياته المهنية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، نشر باور عشرات الكتب وأسس العديد من المبادرات الدولية لتسليط الضوء على "الهولوكوست". وحصل على جائزة إسرائيل، وهي واحدة من أرفع الأوسمة في البلاد، في عام 1998.

وكان باور يُتقن التحدث باللغة التشيكية والسلوفاكية والألمانية والعبرية واليديشية والإنكليزية والفرنسية والبولندية، وتعلم اللغة الويلزية أثناء دراسته في جامعة كارديف في ويلز. وقد أتاح له إتقان اللغات دراسة المواد من مصدرها الأصلي والتواصل مباشرة مع الجماهير في جميع أنحاء العالم.

وُلد باور في براغ عام 1926. وقد استطاعت عائلته الفرار من أوروبا في عام 1939 عندما كان مراهقًا، وذهبت عبر رومانيا إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني. وقد عاش بالقدس في العقود الأخيرة من حياته.

بدأ باور مسيرته الأكاديمية في ستينيات القرن العشرين، في الوقت الذي أصبح فيه الحديث عن "الهولوكوست" أكثر انفتاحًا. وقد تعمق باور بجوانب مختلفة في أبحاثه، وبدأ بسرد كيفية إيجاد ضحايا الهولوكوست طرقًا لمقاومة النازيين تتجاوز مجرد الكفاح المسلح، مثل التهريب أو الاستمرار في مراعاة التقاليد الدينية أو الثقافية.

وتشمل بعض أشهر مؤلفاته ”اليهود الأمريكيون والهولوكوست“، الذي يبحث في الاستجابة الأمريكية للحرب العالمية الثانية؛ و”يهود للبيع؟“ الذي يتناول مفاوضات إنقاذ اليهود أثناء الهولوكوست؛ و”موت الشتيتل“ الذي يتحدث عن إبادة المجتمعات اليهودية الصغيرة في أوروبا.

بالإضافة إلى كتاب ”إعادة التفكير في الهولوكوست“، الذي يبحث في الأسئلة الأساسية حول كيفية تعريف الهولوكوست وتفسيرها ومقارنتها بالإبادات الجماعية الأخرى. اشتهر باور بالتواصل المباشر مع الجماهير غير الأكاديمية والتحدث على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

وساعد باور، بالتعاون مع رؤساء الدول الأوروبية، بإنشاء التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست في عام 1998، وهو تحالف يضم أكثر من 35 دولة يطلب من أعضائه تخصيص تمويل حكومي للتوعية حول الهولوكوست وإحياء ذكراها.

وكذلك ساهم في وضع التعريف العملي لمعاداة السامية، الذي تستخدمه العديد من الحكومات والمنظمات للمساعدة في تعريف جرائم الكراهية والتمييز ضد اليهود، وذلك بمساعدة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.

مع الإشارة إلى أن تصريحاً لافتاً صدر عن باور بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اذ اعتبر أن "إسرائيل ارتكبت جرائم وحشية جماعية ساهمت في ازدياد العدوانية تجاهها في الخارج".