وفاة فتح الله غولن عدو أردوغان اللدود والمتهم بتدبير محاولة انقلاب 2016

منذ 1 شهر 24

توفي فتح الله غولن، الداعية التركي المقيم في أمريكا، عن عمر يناهز 83 عامًا. واتهم بتنظيم محاولة انقلاب 2016 في تركيا، وكان قد نفى تورطه في ذلك الحدث.

بحسب موقع "حركول" الذي ينشر مواعظه، أُعلن عن وفاته عبر منصة "إكس" في مساء الأحد أثناء علاجه في أحد مستشفيات الولايات المتحدة.

كان غولن حليفًا مقربًا من أردوغان في فترة من الفترات، لكن علاقتهما انهارت بشكل مفاجئ بعدما ألقى أردوغان اللوم عليه في محاولة انقلاب عام 2016، التي قام بها جنود استولوا على دبابات ومروحيات في محاولة للسيطرة على السلطة. وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل نحو 250 شخصًا.

ورغم نفي غولن أي دور له في المحاولة الانقلابية، إلا أن الحكومة التركية لم تتراجع عن اتهاماتها له. على مدى سنوات، وصف أردوغان جماعة غولن بأنها "إرهابية" وبدأت السلطات التركية في تفكيك حركته المعروفة باسم "الخدمة" داخل تركيا، وقلّ تأثيرها الدولي بشكل كبير بعد محاولة الانقلاب.

تمثل حركة "الخدمة" بالنسبة لأتباع غولن وسيلة لنشر ما يصفونه بالإسلام المعتدل الذي يعزز التعليم على النمط الغربي، والأسواق الحرة، والحوار بين الأديان. انتشر تأثيرها بشكل كبير خارج حدود تركيا إلى دول آسيا الوسطى، البلقان، إفريقيا، وحتى الغرب من خلال شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات التعليمية.

غولن، الذي كان معروفًا بين أتباعه بلقب "حضرة الأستاذ"، وُلِد في قرية بمحافظة أرضروم شرق تركيا عام 1941. وكان ابنًا لإمام محلي وبدأ دراسته في القرآن الكريم منذ سن مبكرة. عُيّن في عام 1959 كإمام لمسجد في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا، وبدأ في جذب الانتباه كداعية في الستينيات بمحافظة إزمير حيث أسس مساكن للطلاب وألقى مواعظ في المقاهي الشعبية.

لكن نفوذه تجاوز حدود تركيا ليصل إلى مناطق مثل دول آسيا الوسطى والبلقان وإفريقيا، حيث بنى شبكة تعليمية واسعة انتشرت عبر العقود اللاحقة.

في عام 2013، اشتدت الخلافات بين غولن وأردوغان بعد أن تم الكشف عن تحقيقات فساد طالت وزراء ومسؤولين مقربين من أردوغان. وكان يُعتقد على نطاق واسع أن أعضاء من جماعة غولن هم من يقفون وراء تلك التحقيقات، ما دفع السلطات التركية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق غولن في عام 2014 وتصنيف حركته "كجماعة إرهابية" عام 2016.

بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وصف أردوغان جماعة غولن بالخونة، وتعهد بملاحقتها في كل مكان. تم إغلاق مئات المدارس والشركات ووسائل الإعلام التابعة له، كما تم مصادرة العديد من الأصول المرتبطة بحركته. وأسفرت حملات القمع التي تلت محاولة الانقلاب عن اعتقال أكثر من 77,000 شخص وتعليق وظائف 150,000 عامل حكومي بما في ذلك معلمين وقضاة وجنود.

غولن، الذي أدان المحاولة الانقلابية بشدة، اعتبر الاتهامات الموجهة إليه مهينة خاصة بعد عقود من معاناته من الانقلابات العسكرية في تركيا.

"كشخص عانى من العديد من الانقلابات العسكرية على مدى الخمسين عامًا الماضية، فإن اتهامي بأي علاقة بمحاولة انقلاب هو إهانة كبيرة"، قال غولن في بيان سابق له.

ظل غولن شخصية معزولة، منبوذًا من قبل أنصار أردوغان ومجتنبًا من المعارضة التي اعتبرته عاملًا في تقويض الأسس العلمانية للجمهورية التركية على مدار عقود.

رغم الجهود المستمرة من تركيا كي تسلمه واشنطن لها، عاش غولن في الولايات المتحدة حيث كان يخضع للعلاج الطبي، ولم يغادرها على الرغم من فتح تحقيقات جنائية ضده في تركيا.