هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
توفي المخرج الأمريكي ديفيد لينش، صاحب الأعمال السينمائية والتلفزيونية البارزة، عن عمر 78 عامًا، وفقًا لبيان من عائلته. لينش اشتهر بأفلامه المميزة مثل "بلو فيلفيت"، "رجل الفيل"، و"مولهولاند درايف"، وابتكر المسلسل التلفزيوني الثوري "توين بيكس"، الذي ترك تأثيرًا كبيرًا في صناعة التلفزيون.
وأكدت العائلة في البيان الذي نُشر على صفحته الرسمية على فيسبوك: "بحزن عميق، نعلن وفاة الفنان ديفيد لينش. العالم أصبح أقل إشراقًا بغيابه، لكننا نستلهم من مقولته: 'ركز على الكعكة وليس على الحفرة'."
ولم يُفصح عن سبب الوفاة، رغم أن لينش كان قد أعلن في أغسطس 2024 عن إصابته بمرض انتفاخ الرئة نتيجة سنوات من التدخين.
تميز لينش بأسلوبه السينمائي الفريد الذي جمع بين العناصر البصرية المثيرة والمقلقة، مما جعله واحدًا من أبرز المخرجين في جيله. حصل على جائزة أوسكار فخرية عام 2019 عن إنجازاته طوال حياته.
كان لينش من محبي التأمل التجاوزي، وفضل ترك أفلامه المعقدة والمثيرة للتأويل دون تفسير. من أبرز أعماله "وايلد آت هارت"، الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، و"إيرايزرهيد"، الذي أصبح فيلمًا كلاسيكيًا في دور العرض الليلية.
وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "غريب الأطوار الأكثر تقديرًا في هوليوود"، مشيدةً بقدرته على دمج العناصر الغريبة والمخيفة في القصص اليومية. وعلق المخرج رون هاوارد على وفاته، قائلاً: "كان رجلًا كريمًا وفنانًا شجاعًا تبع قلبه وروحه، وأثبت أن التجريب الراديكالي يمكن أن ينتج سينما لا تُنسى."
ولد ديفيد لينش في 20 يناير 1946 في ميسولا، مونتانا، ونشأ في عائلة تنقلت كثيرًا بسبب عمل والده. وصف طفولته بأنها "عالم جميل ومثالي." تأثرت أعماله بالجانب القاتم من الحياة الأمريكية الذي اكتشفه خلال دراسته للفنون في فيلادلفيا، حيث ألهمته هذه التجربة لإنتاج فيلمه الأول "إيرايزرهيد".
رُشح فيلمه "رجل الفيل" لثماني جوائز أوسكار، مما أطلق مسيرته المهنية إلى الساحة العالمية، رغم فشل فيلمه التالي "كثيب" تجاريًا. عاد إلى النجاح مع "بلو فيلفيت"، الذي وصفه بعض النقاد بأنه تحفة فنية.
في عام 1990، انتقل إلى الشاشة الصغيرة مع مسلسل "توين بيكس"، الذي حاز على جوائز إيمي وأصبح ظاهرة ثقافية. عُرض فيلم "مولهولاند درايف" على الشاشة الكبيرة بعد أن أُلغي كطيار تلفزيوني، واختير كأفضل فيلم في القرن الحادي والعشرين وفقًا لاستطلاع لبي بي سي.
في سنواته الأخيرة، تفرغ لينش للأفلام الوثائقية والرسم، وأطلق قناة على يوتيوب وألبومات موسيقية. كان متزوجًا أربع مرات ولديه أربعة أبناء. في إحدى مقابلاته، قال: "أحب ما أفعله، وأتمنى أن يحظى الجميع بفرصة العمل على ما يحبونه."