بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 09/12/2022 - 15:06
بريتني غرينر تنزل في كيلي فيلد في سان أنطونيو ، تكساس ، بعد إطلاق سراحها في تبادل سجناء مع روسيا ، الجمعة 9 ديسمبر 2022. - حقوق النشر AP Photo
وصلت نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر إلى الولايات المتحدة صباح الجمعة بعد إطلاق سراحها من سجن روسي في إطار عملية تبادل أفرجت بموجبها واشنطن عن الروسي فكتور بوت الملقب بـ"تاجر الموت" الذي اتهم الغرب بأنه يريد "تدمير" بلده.
وحسب لقطات بثتها شبكتا "سي ان ان" و"فوكس نيوز"، حطت الطائرة التي تقل غراينر حوالى الساعة 10,40 بتوقيت غرينتش في تكساس.
وغراينر (32 عامًا) أوقفت في روسيا في شباط/فبراير بتهمة تهريب مخدرات. وقد تمت مبادلتها مع فكتور بوت (55 عامًا) الذي كان يمضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عامًا في سجن أميركي.
وبحسب مقطع قصير بثه تلفزيون "روسيا 24"، وصل تاجر السلاح السابق إلى روسيا الخميس. وقد ظهر وهو يتحدث إلى والدته عبر الهاتف ويقول لها بتأثر "أحبك كثيراً".
وصرح بوت لقناة "آر تي" (روسيا اليوم) الجمعة أن الدول الغربية تسعى إلى "تدمير" روسيا و"تقسيمها". وقال إن "الغرب يعتقد أنه لم يقض علينا في 1990 عندما بدأ الاتحاد السوفياتي يتفكك". واضاف "يعتقدون أنهم يستطيعون فقط تدميرنا مرة أخرى وتقسيم روسيا".
وجرت عملية التبادل في مطار في أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة. وفي تسجيل فيديو لجهاز الأمن الروسي نشرته وكالة الأنباء تاس، يظهر رجل طويل القامة يرتدي سترة حمراء يسير على مدرج المطار ويتقدم آخر قصير بشارب رمادي، وهو يبتسم لمقابلته. ويغادر الرجال الذين يرتدون بزات وكانوا برفقتهما في الاتجاه المعاكس.
وفي صور التبادل التي تبدو وكأنها من وثائق الحرب الباردة تظهر اللاعبة الرياضية بشعرها مقصوصًا من دون ضفائرها الطويلة المعتادة. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن صرح في خطاب مقتضب في البيت الأبيض "قبل لحظات قليلة تحدثت مع بريتني غراينر. إنها بأمان. إنها على متن طائرة وفي طريقها إلى الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "معنوياتها جيدة" رغم "الصدمة" التي تعرضت لها.
من جهتها، أكدت عائلة غراينر في بيان "نود أن نعرب عن خالص امتناننا للرئيس بايدن وإدارته على عملهم الدؤوب في إعادة بريتني إلى الوطن".وأوقِفت اللاعبة الحائزة مرتين ميدالية ذهبية في الأولمبياد والناشطة في مجال حقوق المثليين، في مطار موسكو في شباط/فبراير وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في آب/اغسطس لحيازتها عبوات آلة تدخين إلكترونية تحوي كمية صغيرة من زيت القنّب.
أما بوت الذي اتهم بتسليح المتمردين في عدد من أعنف النزاعات في العالم، فقد اعتُقل في عملية أميركية في تايلاند في 2008 وسُلّم إلى الولايات المتحدة وحكِم عليه عام 2012 بالسجن 25 عاما.
الأزمة "لم تنته"
أكد الكرملين الجمعة أن تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا لم "ينه الأزمة" بين البلدين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "كانت هذه المفاوضات تتعلق بعملية التبادل فقط، ومن غير الصحيح على الأرجح التوصل إلى استنتاجات افتراضية تقول إنها ستكون خطوة نحو مخرج من الأزمة التي تمر بها علاقاتنا الثنائية حاليًا".
وأضاف في مقابلة مع شبكة الإعلام الروسية إزفستيا أن "علاقاتنا الثنائية لا تزال في حالة يرثى لها"، معتبرا أن "النتيجة الرئيسية" لهذا التبادل الذي جرى "هو أن المواطن الروسي الذي كان سجينًا لمدة 14 عامًا لدى الأميركيين بشكل غير قانوني إطلاقا تمكن من العودة إلى البلاد".
وكان مسؤول أميركي كبير أكد الخميس أن المحادثات مع موسكو كانت "محددة جداً" و"مركزة جداً" والولايات المتحدة أطلعت أوكرانيا وحلفاء آخرين على ذلك.
وقال رداً على سؤال بشأن إمكانية كسر الجليد على نطاق أوسع في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا "أبلغنا شركاء رئيسيين بينهم الأوكرانيون بهذه النتائج لكي يفهموا أيضًا أنها لم تتمحور سوى حول شيء واحد فقط" وهو الأميركيون المحتجزون في روسيا.
خيبة أمل ويلان
بقي أميركي آخر محتجزا في روسيا هو الجندي السابق بول ويلان. وقال بايدن "حتى لو فشلنا في تأمين الإفراج عن بول، لن نستسلم أبدًا".وفي اتصال هاتفي مع شبكة "سي ان ان" من معسكره العقابي في روسيا، قال بول ويلان إنه "يشعر بخيبة أمل شديدة". واضاف "لا أفهم لماذا ما زلت هنا".
وأكدت عائلته في بيان أنها "سعيدة" بالإفراج عن غراينر لكنها "ما زالت مصدومة" بنبأ بقاء ويلان في السجن في روسيا.وويلان اعتقل في كانون الأول/ديسمبر 2018 في روسيا وحكم عليه بالسجن 16 عاما بعد إدانته بـ"التجسس"، وهي إدانة ندد بها باعتبارها ملفقة من الصفر.