وصفه لوالديه.. الدكتور سانجاي غوبتا يوضح سبب تعاطي كبار السن للقنب

منذ 1 سنة 162

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان الدكتور سانجاي غوبتا، كبير المحللين الطبيين لدى CNN، مشكَكًا للغاية بشأن استخدام القنب كدواء، وذلك قبل تصوير فيلمهم الوثائقي الأوّل عن هذه النبتة قبل عقد من الزمن. 

لكنه سافر إلى دول عديدة حول العالم، وزار مختبرات صغيرة، وقضى بعضًا من وقته مع المرضى، والأطفال منهم، الأمر الذي غيّر رأيه.

وتوّصل إلى أنّ القنب لم يوفّر الراحة فحسب، بل كان المادة الوحيدة التي يفعل ذلك.

ورغم أنه لا يناسب جميع الأشخاص، لكن لا يعني ذلك أنه ليس متاحًا للجميع.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، شهدت أمريكا أحد أهمّ التطورات القانونية على الإطلاق.

فحتى عام 1996، لم تُشرّع ولاية واحدة استخدام الحشيش لأي غرض من الأغراض.

وفي الوقت الحالي، تسمح 38 ولاية ومقاطعة كولومبيا باستخدام بعض أشكال القنب المتاحة قانونيًا.

ويعد التحوّل الديموغرافي أكثر ما يلفت انتباه غوبتا.

ويعتبر كبار السن، وتحديدًا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، المجموعة الأسرع نموًا من مستخدمي القنب في الولايات المتحدة.

وغالبًا، بحسب الدراسات الحديثة، يستخدم كبار السن الحشيش يوميًا للمساعدة على معالجة بعض آثار الشيخوخة، كقلّة النوم، والشعور بالأوجاع والآلام، وتعكّر المزاج.

ويُفضّلون ذلك على الأدوية الأخرى التي يصفونها لهم في كثير من الأحيان، مثل الحبوب المنومة، ومضادات الاكتئاب، وحتى المواد الأفيونية.

لذلك، قرّر غوبتا أن يقوم بمغامرة حول العالم مجدّدًا من أجل الفيلم الوثائقي الأخير، وهو يُعرف باسم "Weed 7: A Senior Moment".

وفي حال يستطيع القنب حقيقة بالمساعدة على تقليل عدد الأدوية التي يتناولها كبار السن، فقد يكون لذلك آثار هائلة.

فمنذ عام 2020، أنفقت الولايات المتحدة 4 تريليونات دولار سنويًا على الرعاية الصحية، منها حوالي 580 مليار دولار تم إنفاقها على الأدوية وحدها، في عام 2021.

وعندما يتعلّق الأمر بكبار السن، فإنّ 30٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يأخذون خمسة أنواع من الأدوية أو أكثر يوميًا.

ومع لجوئهم إلى الحشيش بشكل متزايد، قد ينخفض استخدام كبار السن للأدوية الموصوفة.

ومن المعروف كيفية عمل العديد من الأدوية. لكن قد يكون القنب أكثر تعقيدًا.

وغالبًا ما يتفاجأ الناس عندما يُخبرهم غوبتا أننا نملك نظام كانابينويد داخلي. وهذا يعني أننا نحن البشر لدينا مستقبلات للقنب، وحتى أننا نصنع القنب بأنفسنا.

وأضاف أننا مخلوقات صغيرة تصنّع الحشيش وتستهلكه.

وأوضح الباحث الإسرائيلي، ديدي ميري، أنّ نظام كانابينويد الداخلي ليس علاجًا لأي مرض معين، بل يخلق توازنًا في الجسم، يُعرف باسم الاستتباب.

ويقول إنه عندما نفقد هذا التوازن، نصبح أكثر عرضة لآثار الشيخوخة، مثل قلّة النوم، والألم، وتعكّر المزاج.

وبذلك، مع تقدمنا في السن، فإننا نُصنّع عددًا أقل من القنب.

وبين المخاوف الناجمة عن القنب، السقوط.

فسنويًا، يزور 3 ملايين من كبار السن قسم الطوارئ بسبب السقوط، ما قد يؤدي إلى سلسلة من المضاعفات.

ويمكن للقنب أن يُفاقم تلك الإحصائيات الفظيعة.

لكن ليس هناك شكّ في أنّ القنب يمكن أن يوفر الراحة التي يسعى كثيرون لإيجادها من الأدوية الموصوفة، خصوصًا بالنسبة لآثار الشيخوخة.

ويعتقد غوبتا أنّ هذا قد يكون أكبر أمر تغير خلال السنوات العشر الماضية.

ولم يتخيل أنه الوقت سيأتي ويوصي والديه باستخدام القنب علنًا.

ويمكن أن يكون القنب دواءً، ويجب أن نتحمل مسؤولية مخاطره وفوائده كأي دواء آخر.

ويجب توفيره بشكل منظّم.

وإذا تم كل ذلك بشكل جيد وآمن، فإن القنب لديه القدرة على مساعدة وشفاء الكثير من الناس، صغارًا وكبارًا.