وسواس الشك في خطيبي

منذ 1 شهر 69

وسواس الشك في خطيبي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/9/2024 ميلادي - 22/3/1446 هجري

الزيارات: 29


السؤال:

الملخص:

فتاة مصابة بوساوس عديدة، تشك في خطيبها، رأت – عن طريق الصدفة – صورة على جوَّاله، تشير إلى حبٍّ قديم، فقررت فسخ الخِطبة، لكنه اعتذر، وأكَّد لها أن الصورة قديمة، فقبِلت منه، لكن الشك يقتلها، وتفكر في فسخ الخطبة، وتسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة في الثانية والعشرين من عمري، عقد عليَّ منذ سنة وأربعة أشهر شابٌّ طيب، ذو خلق، يعمل سائقًا، أشهد الله أني أحبه وأحترمه وأثق به، أنا مصابة بأنواع كثيرة من الوساوس؛ وساوس في الدين، في الجنس، شك يصل إلى الانتحار، وقد خفَّت حدة الوساوس بعد الخِطبة، غير أنها لم تزل تراودني؛ حيث أشك في أنه يكلم فتيات غيري، منذ مدة أتى لزيارتي، وكنا نتصفح صورَ كتب الكتاب في تطبيق سناب شات، فجأة رأيت صورته على قلب، مكتوبًا عليها: كل عام وأنت حبيبي؛ فصُعقت، وبكيت، وأنكر علمه بهذه الصورة؛ بحجة أنها صورة قديمة، أخبرته بأنني أريد فسخ الخِطبة، لكنه بكى وقبَّلني، وقال لي: لا تتركيني، أنا أحبكِ، لو لم أحبكِ، لَما تقدمت إليكِ بعد رفض والدكِ أول مرة، وأحضر لي هدية، واعتذر عن خطئه، ومنذ ذلك اليوم أخاف منه، وأفكر في فسخ خطبتي، سيكون عُرسي بعد شهر، وكلما حاولت أن أنسى، يراودني الشك في هذه الصورة؛ هل هي قديمة أم جديدة؟ أخشى إن كانت جديدة، أنه يخونني، لم أعُدْ أحدِّثه كثيرًا، فماذا أنا فاعلة؟ إذا فسخت الخِطبة فسوف أرتاح، وأريحه مني؛ فأنا لا أستحق شيئًا في الحياة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأولًا: مشكلتكِ الحقيقية ليست في رؤيتكِ للرسالة المريبة في جوال زوجكِ، وإنما مشكلتكِ الحقيقية هي مرض الوسواس المزعج جدًّا جدًّا لكِ، ولكل من سيتعامل معكِ مستقبلًا من زوج أو غيره.

ثانيًا: ولذا فلا بد أولًا أن تجتهدي في علاج نفسكِ من مرض الوسواس والشك؛ حتى لا تتحول حياتكِ إلى جحيم لا يُطاق، ومن ثَمَّ تكرهين كل من حولكِ ويكرهونك.

ثالثًا: ووقوع مثل هذه المحادثة السابقة في جوال زوجكِ ليس مبررًا أبدًا للشكِ فيه، ولا لفسخ عقد الزواج من زوج طيب ومحب صادق.

رابعًا: وكان عليكِ حسن الظن به بأن تنظري له بأنها غلط قديم، تم في سن طيش المراهقة، وأن تنسيها تمامًا، وألَّا تنغِّصي على زوجكِ بالمجادلة فيها؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

خامسًا: ينبغي أن تكوني له خيرَ سند ومعين على التوبة والاستعفاف، لا أن تكوني مخاصِمة، أو أن تكوني عدوة لدودة له.

سادسًا: لا تنسَي أن وسائل التواصل الحديثة فيها فتن تَدَعُ الحليم حيرانَ، وأن فيها تطبيقات مهيجة للشهوات، وفتنًا خطيرة، عصفت بقلوب بعض الأخيار، وقلوب بعض المتزوجين، فكيف بغيرهم؟

سابعًا: كوني زوجة صالحة، وأحسني الظن بزوجكِ، وإياكِ وسوء الظن؛ فلن تنالي منه إلا النكد، وغَصَصَ العيش؛ وتأملي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والظنَّ؛ فإن الظن أكذب الحديث))؛ [متفق عليه].

ثامنًا: ومن الضروري جدًّا معالجة نفسكِ من الوسواس والشك؛ حتى تستقيم حياتك؛ فعالجيهما بالآتي:

1- الدعاء بإخلاص ويقين؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

2- الرقية الشرعية.

3- المجاهدة على التخلص منهما، ومحاسبة النفس حال حصولهما.

4- الصدقة.

5- وقد تحتاجين إلى الطبيب النفسي.

تاسعًا: احذري ثم احذري تذكير زوجكِ مستقبلًا بخطئه السابق؛ لِما في ذلك من إيغار صدره عليكِ، وإشعاره بسوء ظنكِ به، وربما معاونة الشيطان عليه بتذكيره بما سبق، وتهوينه عليه.

عاشرًا: الخلاصة:

الزمي الأمور الآتية:

1- معالجة نفسكِ من المرض.

2- حسن الظن.

3- ليكن قلبكِ نظيفًا، ولسانكِ عفيفًا، وكلامكِ لطيفًا، وشكلكِ جميلًا، وأخلاقكِ حميدة؛ حتى تحصل بينكما المودة والرحمة، والسكن والاستعفاف؛ التي قال عنها الله سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]؛ لأنه مع وجود الشكوك والوساوس والمجادلات يحل القلق بدلًا عن السكن، والبغضاء بدلًا عن المودة، والغلظة والجفاء بدلًا عن الرحمة.

حفظكِ الله، وجمع لكِ بين الأجر والعافية.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.