♦ الملخص:
فتاة تصيبها وساوس قهرية في العبادة، تعبت في سبيل طردها، وتخشى على نفسها الكفر، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
منذ سنتين، وأنا أعاني من وساوس قهرية في ديني، أتعبتني كثيرًا حتى إنني أُصبتُ بالاكتئاب بسببها، ولكن الله رحمني وخفَّت كثيرًا عما كانت عليه في البداية، بعد أن اتبعتِ خطوات قرأتها، الآن نحن في رمضان، وأنا أحاول أن أقرأ القرآن، وأصلي، وأريد تعويض كل ما فاتني، وأريد من الله أن يغفر لي ذنوبي الكثيرة الماضية، ولكن للأسف تأتيني الوساوس حال قراءتي القرآن، لا أعلم إن كانت وساوس قهرية، أم أنها من عند نفسي، ولكني أطردها من فوري؛ وذلك الأمر أتعبني كثيرًا، وأوجد داخلي شعورًا بأن الله غير راضٍ عني، ولا أعلم إن كان الله يتقبل مني أم لا، أحيانًا كثيرة يغلبني تفكيري بأنني سأكفر، وأستعيذ بالله في لحظتها، ولكن تلك الوساوس لا تتركني، فلا أعلم إن كان الله يحبني أم غاضب علي، ولا أعلم إن كنت سيئة أم لا، وهناك أمر آخر؛ أمي وعائلتي في المنزل دائمًا يرون أنني الفضلى بينهم في العبادة، وأنا أكره ذلك؛ لأن هذا الكلام يفتنني؛ لأنني لست على تلك الدرجة من الصلاح التي يظنونها، وأنا لا أرد عليهم قولهم، فهل من الممكن أن أكون بهذا منافقة؟ أرجو الرد، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذا جواب سريع لمشكلتكِ، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
يبدو واضحًا إصابتكِ بمرض الوسواس الذي يشكك في العقيدة، وفي صحة العبادة، وفي محبة الله لكِ، وفي غيرها، وعلاجه بمشيئة الله في الآتي:
أولًا: الإكثار من الدعاء مع قوة الثقة بالله سبحانه.
ثانيًا: كثرة الاسترجاع.
ثالثًا: كثرة الاستغفار.
رابعًا: الصدقات.
خامسًا: المجاهدة في عدم الاستسلام أو تصديق هذه الوساوس.
سادسًا: هذه الوساوس هي من حيل الشيطان؛ لصرف المؤمن عن العبادة، أو إقناعه بأنه كافر، أو بأن الله غاضب عليه، بينما الحقيقة عدم وجود شيء من ذلك أبدًا أبدًا، إنما هي وساوس شيطانية خبيثة للتشويش على عبادات المؤمن.
سابعًا: ملازمة قراءة القرآن.
ثامنًا: رُقية نفسكِ بنفسكِ بالرقية الشرعية.
تاسعًا: قد تحتاجين لعرض نفسكِ على طبيب نفسي.
عاشرًا: كلما جاءتكِ الوساوس وأنتِ تقرئين القرآن، أو تصلين، اطرديها بالتعوذ بالله من شر الشيطان، ولا تصدقيها أبدًا.
حادي عشر: اعلمي - وفقكِ الله - أن وساوس التشكيك في إسلامكِ، أو أنكِ كافرة، أو أن الله غاضب عليكِ - كلها لا حقيقة لها، بل هي فقط من الشيطان لصرفكِ عن طاعة الله سبحانه، وإذا علمتِ بذلكِ، فلا تلتفتي لها أبدًا، واستعيذي بالله من شرها.
ثاني عشر: نظر الناس لكِ على أنكِ أطيبهم عاجلُ بشرى لكِ؛ فافرحي به ولا ينقص من فرحتكِ به وساوس النفاق أو الكفر، كلها خزعبلات إبليسية.
ثالث عشر: يحتمل أن يكون ما أصابكِ بسبب عين حاسد في عبادتكِ، يؤخذ ذلك من قولكِ: (إن عائلتكِ يرونكِ الفضلى بينهم في العبادة)؛ فالحسد يكون أحيانًا بسبب الإعجاب مع عدم قول: ما شاء الله تبارك الله، وقد يحصل الحسد على أمور الدنيا أو على الاجتهاد في العبادة، وقد يأتي من أقرب الناس فخُذِي من أثرهم احتياطًا وليس شكًّا.
رابع عشر: واجتهدي مستقبلًا في إخفاء عباداتكِ عن الناس.
خامس عشر: الخلاصة:
اطمئني فلستِ بكافرة ولا منافقة، كما يوسوس لكِ الشيطان بذلك، بل أنتِ مؤمنة تقية إن شاء الله؛ فافرحي بفضل الله، واشكريه، واستمري على ما حباكِ به من إيمان وتقوى، وعبادة وأخلاق، واطرحي الوسواس الخنَّاس أرضًا؛ بكثرة الاستعاذة من شره، وعدم الالتفات إليه أو تصديقه أبدًا.
حفظكِ الله، وجمع لكِ بين الأجر والعافية، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.